مجانية التصنيف السياسي!!

تم نشره الأحد 24 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 07:41 صباحاً
مجانية التصنيف السياسي!!
خيري منصور

مر زمن على العرب ولا يزال ، يصنف الناس فيه سياسيا وايديولوجيا بناء على آخر شخص شربوا معه فنجان قهوة في مكان عام ، او تبعا لعبارة قيلت في مناسبة ما لكن التأويل كان لها بالمرصاد.. وما قاله د. احمد زويل يصدق على معظمنا ، فقد قال هذا العالًم بأنه ذكر في احدى المناسبات انه تلقى تعليمه الابتدائي في زمن الرئيس الراحل عبدالناصر وامتدح مستوى التعليم في تلك الفترة ، ثم فوجىء في صباح اليوم التالي بمقالة عنوانها د. زويل الناصري.. انها الشخصنة ، الآفة المزمنة في تفكيرنا كعرب بحيث لا نفرق بين القول ومصدره وكأن كل كلمة ننطق بها هي امتداد لاجسادنا وكرامتنا الاجتماعية بحيث يكون الاختلاف معها بمثابة اعلان حرب،

نعرف ان هناك اشخاصا منهم مثقفون وعاديون صنفوا على انهم شيوعيون لاسباب لا علاقة لها بالانكار ، والعكس صحيح ايضا ، فليس كل ذي لحية متدينا او عضوا في حزب اسلامي ، لكن من كان يحمل وردة حمراء او يرتدي قميصا احمر كان يصنف على انه شيوعي الى ان اصبح فالنتاين اكثر شهرة في عالمنا البائس من كارل ماركس ذاته،

وحين كتب د. مصطفى حجازي كتابه المهم عن سايكولوجيا المقهورين توقف طويلا عند آفة اخرى غير آفة الشخصنة هي الاختزال ، والحكم الفوري والحاسم على الافراد ، دون احتكام الى اية قرائن أو حيثيات ، فهذا يساري وذلك يميني وما بينهما ليبرالي.. انها خطوط طول وعرض لا علاقة لها بالعقل السياسي ومناهج النقد ، والاختزال كما قال د. حجازي حوّل المرأة من كائن انساني الى مجرد وظيفة ، ثم حول المواطن الى مجرد رقم او صيغة ، واسباب ذلك عديدة ، في مقدمتها التربويات العشوائية ، وتلقين الاطفال مواعظ ومقولات وأمثال لها قوة القانون أو اكثر ، لأنهم في لحظة الاشتباك الحاسمة يحتكمون الى هذه المنظومة الرعوية من القيم ، فالآخر لا وجود له الا اذا كان مجرد ظل او صدى والفرد النموذجي هو الذي يمتثل كليا لما يتسلط عليه من ثقافة ومفاهيم ، وقد تكون الفردية والاعتراف بها حلقة مفقودة في ثقافتنا العربية ، فنحن قفزنا من القبائل الى الاحزاب ومن تجريد الى آخر ، وأول سؤال استنكاري يواجه به الفرد المختلف رأيا أو مزاجا هو: من تكون؟ وكأن عليه ان يكون قيصرا أو جنرالا أو امبراطورا كي يحق له استخدام ضمير المتكلم، لهذا كان شاعر امريكي متمرد هو كمنجز يصر على كتابة اسمه بالحروف الصغيرة لكي يعبر عن احساسه بتضييق الخناق على الفرد ، ولو أراد المثقفون العرب التعبير عن احساس مماثل لما كتبوا اسماءهم على الاطلاق واكتفوا بالأرقام مثلا أو الصفات،

ما قاله د. احمد زويل يتكرر يوميا في حياتنا ، ما دام الاعتراف بالمفاهيم والافكار بمعزل عن الاشخاص لا يزال خارج مدار ثقافتنا.

وقد لا ندرك احيانا عواقب تصنيف الناس سياسيا ، لأننا بحاجة الى خيال حيوي لتصور تلك العواقب ، في مجتمعات تعشق الاشاعة ، وتعتبر النميمة أرقى تسلياتها على الاطلاق..

ان للأصلع صفاتا أخرى أعمق من الصلع وكذلك القصير والأعمى والأطرش ، لكننا لا نرى ما تحت السطح بملمتر واحد،، (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات