توحّم وزاري مبكر!

تم نشره الأحد 24 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 07:43 صباحاً
توحّم وزاري مبكر!
ماهر ابوطير

لن تكون هناك حكومة برلمانية ، ولا ادخال للنواب كوزراء ، ضمن الحكومة التي ستقف امام مجلس النواب مطلع كانون الاول المقبل.

من يسربون سيناريوهات خيالية ، تقول ان هناك توجهاً لادخال نواب كوزراء ، كمن يصيد في ماء مالح ، لا سمك فيه ، ولا حيتان ايضاً ، لاننا نعتقد ان التوجه في الدولة مع فصل النيابة عن الوزارة ، وهو توجه لا عودة عنه.

سيناريو ادخال النواب كوزراء يأتي تبريره بكون الحكومة ، اي حكومة ، ستكون بحاجة الى دعم نيابي هائل في البدايات ، وليس هناك دعم يتأتى الا عبر الشراكة بين النواب والحكومة عبر توزير النواب.

معنى الكلام يفترض ان اي حكومة ستعاني من الضعف ، ومن رهاب الرقابة النيابية ، وهو افتراض قد لا يكون دقيقاً ، ولربما يتم تسييل هكذا افتراضات من اجل الدفع باتجاه توزير النواب.

توزير النواب اثبت انه مبدأ كلفته مرتفعة جداً في الاردن ، لان النواب حين يصبحون وزراء ، يتخلون عن مهامهم المفترضة ، فوق تخليهم الاعتيادي عن مهامهم ، وفوق ذلك يسخرون مواقعهم خدمة لقواعدهم الانتخابية ، ويتم الخلط بين دور الرقابة والدور التنفيذي.

ليس من مصلحة اي حكومة ان توزر النواب ايضا ، لانها ستفتح على رأسها بوابة جهنم مع نواب جدد ، يريدون حصتهم من الكعكة ، وسيكون التوزير هنا مخالفاً لكل ادبيات المدونات السياسية التي تريد الفصل بين اداء السلطات وترسيم حدود كل سلطة.

المثير في هذا الصدد ان شهوات المرشحين الذين قد يفوزون بدأت بالبروز علناً منذ هذه الايام ، وهم ما زالوا على مقاعد التوسل ، فمع الالماحات حول رغبتهم بتوزير النواب ، يتم الحديث عن لوبي سيتم تشكيله لاعادة امتيازات النواب المالية ، وهو لوبي يتزعمه من خبروا عسل الامتيازات بألسنتهم الذواقة.

تأثر اي حكومة بضغوطات النواب لاعادة الامتيازات ، سيكون سلبيا جداً في نتائجه ، ولعل الحكومات مطالبة بتحمل كلفة الشغب تحت القبة ، لغياب الامتيازات ، لانها تبقى اقل كلفة من السخط الشعبي ، ومن كلفة العودة عن قرار تحجيم هذه الامتيازات.

من حق النائب ان يشتهي كما يشاء ، غير انه قبل ان يعاني من \"التوحم الوزاري\" عليه ان يمارس دوره كنائب ، وهو الدور الذي انتخبه الناس لاجله فقط ، وان يفهم دوري الرقابة والتشريع ، ومغزى وجود كتل نيابية فاعلة.

ما اشطرهم بتذوق العسل ، وما اشطرنا بالتخلي عن عسلنا ايضاً،،. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات