المرأة العربية بين الأمس واليوم

المدينة نيوز - المرأة العربية بين مطرقة الأهل وسندان المجتمع الذي لايريد ان يعترف بحقوق المرأة كاملة ، وأن لها الحق كالرجل تماما بإدارة شؤونها وشجونها وأنها لاتختلف عنه ، وأن لديها القدرة على الخلق والإبداع والتميز في العلم والمعرفة والعمل في المجالات كافة ، وقد اثبتت المرأة العربية وفي كافة المجالات انها تنافس الرجل في معظم مناحي الحياة العملية والنظرية ، وإنها في كثير من الأحيان تفوقت على الرجل ، وكما أثبتت أنها تتميز بشخصية مستقلة كسيدة أعمال ومحامية قادره على ان تصول وتجول فب قاعات المحاكم المختلفة الإختصاص كزملائها المحامين الكبار ، كما اثبتت جدارة كبيرة في مجال كتابة القصة القصيرة والرواية وفي مجال مهنة المتاعب " الصحافة"ونجحت المرأة العربيى في ان تكون مصلحة إجتماعية ، وأن تتحمل المسؤليات الجسام في توليها لمناصب حكومية مهمة جدا حيث تقلدت نساء عدة في مجتمعنا العربي مناصب وزارية مختلفة وحساسه جدا وسجلت تفوقا ملحوظا في هذه المهام المختلفة التي شغلتها وأبدعت فيها ونافست الرجال وتفوقت في بعض هذه المهام والوظائف المهمة والحساسة . نظرة المجتمع غير الناضجة للمرأة في بلادنا ربما تعود الى أوائل القرن العشرين حلث كانت تعامل كضلع قاصر ولا يسمح لها رالحركة والتنقل منفردة او بدون مرافق أو رقيب ، وحيث كانت تسود قناعة في مجتمعاتنا العربية المختلفة بأن المرأة العربية كائن أضعف من أن تدير شؤونها بذاتها، وأن الرقيب عليها فرض واجب حتى أن الأغلبية الساحقة من العائلات العربية قد حرمت تعليم الفتاة وبقيت هذه الأفكار سائدة إلا ما ندر من العائلات المتنوره التي سمحت للفتاة بتلقي العلم وحرية الحركة والتنقل بلا رقيب او حسيب ، ولكن هذه العائلات تعرضت للنقد والتعليق السلبي واللوم والتقريع من الممانعين لحرية المرأة ، وكان من العيب والكبائر ان تقوم المرأة بمراجعة الدوائر الحكومية إلا برفقة الأب أو ألأخ او الزوج حيث يقوم الرافق بتولي الحديث عنها أمام المسؤول هذه الصورة السلبية عن المرأة العربية كانت تنتشر .من أقصى العالم إلى أقصاه، ولم تكن تجد من يصدقك ولو أقسمت بأغلظ الأيمان أن المرأة العربية لها شخصية مستقلة، كسيدة أعمال وروائية ومصلحة اجتماعية ومسؤولة حكومية كما اسلفت .
النظرة للمرأة العربية في نهاية الألفية الثانية تبدلت تماما سواء على صعيد العالم او على الصعيد العربي ففي الوطن العربي اصبح للمرأة دورا كبيرا وواضحا في مجتمعاتها فه الطبيبة والمحاميى والقاضية والمهندسة والعاملة في صفوف الجيوش والأمن العام والقائدة الميدانية في معظم مناحي الحياة ، وأحبحت تتناهس مع الرجال في الإنتخابات لمجلس النواب وللمجالس البلدية والمجالس النقابية على إختلافها وتحقق نجاحا كبيرا فأثبتت وجودها على الساحة العربية قاطبة . أما على الصعيد العالمي فقد حققت المرأة العربية سمعة طيبة وتفوقا ملفتا للإنتباه في معظم المهن والمهام الموكلة اليها ، واستطاعت ان تنبذ تبعيتها للرجل وخركت عن الصورة النمطية التي عرفها بها الناس خارج الوطن العربي ولم يعد الناس في الخارج يشاهدون المرأة العربية تهرول لاهثة خلف الرجل وهو يسير في المقدمة وهي تجري للحاق به. مثل هذه الصورة التي كانت سائدة حتى اواخر الستينيات من القرن الماضي تكاد تنقرض من العواصم العالمية ، واصبحوا يشاهدون المرأة العربية تسير بجانب الرجل بل وتسبقه بخطوات كثيرة .
نعم آن لنا ولغيرنا في العالم ان ينظر الى المرأة العربية نظرة واقعية مستمدة من قدرتها على الإبداع الحقيقي وعلى نجاحها فيما يوكل اليها من مهام نسعى الى تعميمها عربيا وعالميا وهي الصورة التي نريد ان يراها ألجميع ، ولا ريب انها اصبحت تسبق الكثلر من الرجال في مواقف كثيرة واكثر جرأة وبخطوات كثيرة وخاصة ان المرأة العربية عرفت ومنذ القدم بأنها صاحبة أفكار جريئة وجسورة كونها تحملت مسؤولية البيت ورعاية الأبناء وتربيتهم على الفروسية والصدق والكرم وهي القادرة على الصمود والإستقرار حتى في احلك واصعب الظروف التي تمر بها القبيلة او الجماعة التي تنتمي اليها .
باختصار استطاعت المرأة العربية ان تنهض من ظلم المجتمع الرجولي العربي خلال الفترة الطويلة التي عم فيها الجهل والظلم المنطقة العربية وحرم المرأة من معظم حقوقها المشروعة في التعليم والعمل والحرية التي كانت تتمتع بها المرأة الغربية ،واستطاعت ان تشتهر في المحافل العلمية والثقافية والأدبية وتفوقت في كثير من الأحيان على المأة الغربية التي وفرت لها حكوماتها كل إمكنيات التفوق والإبداع .