مقص «الداخلية»

تم نشره الإثنين 25 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 07:58 صباحاً
مقص «الداخلية»
ماهر ابوطير

في الانتخابات الفائتة ، تم قص هويات الاحوال المدنية ، من اطرافها ، وكل ناخب كان يدلي بصوته ، كان يخرج وقد تمت قص هويته من طرفها.

القص كان مثيراً ، لان اغلب الهويات تم تغييرها في وقت لاحق ، بسبب التشوهات على البطاقة ، وقص الصورة ، ورأس المقترع ، في حالات كثيرة ، مما اضطر كثرة الى ان تذهب وتقف في طوابير الاحوال المدنية لتغيير الهويات.

الوقوف في طوابير تغيير الهويات ، عقوبة نفسية ، تجعل الناخب يندم لانه ذهب وقام بالتصويت ، ومن ناحية فنية مجردة ، فان مبدأ قص الهويات ، سيجعل كثرة تستنكف عن الذهاب للتصويت ، حتى لا يدخل الناخب في متاهات ما بعد الانتخابات وتجديده للهوية.

قيل كثيراً في الاساليب التي يمكن اللجوء اليها لاثبات "واقعة التصويت" من اصدار بطاقات خاصة للانتخابات ، الى التثبت الالكتروني ، الى غير ذلك من اساليب لم يتم تنفيذها للاسف الشديد ، وبحيث باتت الهوية وقصها بطريقة عجائبية هي الوسيلة الوحيدة.

قد لا يصدق المسؤولون لدينا ان قص الهوية ، يؤثر على نسب الاقتراع ، لانهم يعتقدون ان من هو مهتم بالتصويت لا يقف عند قص الهوية ، وهو انطباع خاطئ ، لان الناخب يحسب حساباً لذهابه مع الاف مؤلفة بعد الانتخابات واصدار هوية جديدة ، واضاعته للوقت.

في التسريبات ما قيل ان هناك اساساً هويات جديدة سيتم اصدارها لكل الناس قبيل نهاية العام الجاري ، وبالتالي فان تغيير الهويات امر حاصل ، في كل الحالات ، وهذا الكلام يعني الماحاً مبكراً لاحتمال قص الهويات من جديد.

ايا كانت التوجهات فان المطلوب من الحكومة ووزارة الداخلية ايجاد حل غير قص الهويات ، كثقب الهوية من طرفها ، عبر علامة خاصة يمكن اللجوء اليها ، او ضغط الهوية برمز ما يكون بارزاً ، عند طرف الهوية ، دون امكانية كيه بمكواة هذا او ذاك.

اذا تلفت هوية الاحوال المدنية او ضاعت ، تتعرض الى اجراءات كثيرة ، ليس اقلها سؤالك عن كيفية اتلاف الهوية التي تمثل الدولة ومواطنتك ، ومن المفارقة هنا اننا في الانتخابات الفائتة قمنا بتشويه الهويات وبقرار رسمي.

الحكومة لم تعلن حتى الان عن اسلوبها في التثبت من قيام الناخب بالتصويت ، حتى لا يتكرر التصويت ، ولعلها تجد اسلوباً اخر ، غير قص الهويات ، لان قصها غير حضاري ، ويجبر المواطن على تكبد كلف زمنية ونفسية لاصدار واحدة جديدة.

ما اسهل القص ، وما اصعب الوقوف في طوابير ما بعد القص،،. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات