الرأسمالية متوحشة أم خلاقة

تم نشره الجمعة 11 آب / أغسطس 2017 12:40 صباحاً
الرأسمالية متوحشة أم خلاقة
فهد الفانك

سواء رضي اليمين أو غضب اليسار، فليس على الطاولة من الأنظمة الاقتصادية الفعالة في عالم اليوم سوى الرأسمالية. أما الاشتراكية والشيوعية فقد أصبحت أنظمة فكرية، ولكنها غير واردة لأغراض عملية، على الأقل في المدى المنظور.

أبرز رأسماليي العصر، وهو رئيس شركة مايكروسوفت بيل جيتس انتقد الرأسمالية التي وصفها البعض بالمتوحشة، وطالب برأسمالية خلاقة. وهو يقصد أن تتحمل الشركات الكبرى مسؤولية تجاه البشرية، وضرب مثلاً بنفسه حيث خصص معظم ثروته الطائلة لإنقاذ الأفريقيين من الملاريا.

جاء هذا الطرح في خطاب ألقاه جيتس في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، وهو يقترح أن الرأسمالية لم تخدم نصف سكان العالم ، وطالب بطريق ثالث يزيل التناقض بين الربحية والمسؤولية الاجتماعية.

جيتس أعطى بعض التفاصيل حول مشروع ما يسميه الرأسمالية الخلاقة، ولكن كثيرين من النقاد والمحللين لم يشعروا بالانبهار.

يقول جيتس: من السهل علينا أن ننسى أن العالم خلال القرن الماضي أصبح أحسن بفضل الرأسمالية، ولكن مليارات البشر لم يستفيدوا من المعجزة الرأسمالية فيجب أن نخف لمساعدتهم.

الاعتراضات على أفكار جيتس توالت من اليمين واليسار على السواء، فالرأسمالية الخلاقة في نظره تتمثل في قيام الشركات الكبرى بواجبها تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولكن إنقاذ الإفريقيين من الملاريا لم يمنع عنهم الموت لأسباب أخرى كالإيدز.

يقول أهل اليسار أن الأهداف الاجتماعية لا يجوز أن تكون تحت رحمة القلوب الرقيقة لمدراء الشركات الكبرى، وما تقدمه بعض الشركات ليس إلا جزءاً من الدعاية لنفسها، والعيب الجوهري في النظام الرأسمالي أنه يسمح باجتماع المتناقضات: الغنى الفاحش والفقر المدقع.

ويقول أهل اليمين أن الدعوة لرأسمالية خلاقة يقترح أن الرأسمالية كما نعرفها ليست خلاقة، وإذا كانت الرأسمالية قد فشلت في بعض المجالات ، فإن ذلك يعود لتدخل الحكومات، وتحسين أوضاع الشعوب المتخلفة يكون بنشر بشارة الأسواق الحرة في البلدان التي يسود فيها الفساد، وأخيراً فإن مسؤولية مدراء الشركات هي مصلحة المساهمين وليس نشر الخير في العالم.

هل قصد جيتس مصلحة الشعوب أم مجرد تحسين صورة الشركات الكبرى بعد الفضائح التي أساءت لتلك الصورة.

 الراي 2017-08-11



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات