الملك ينتصر للحق !

المدينة نيوز – خاص – كتب شحادة أبو بقر - : اجزم انها اقالة وليست استقالة، لكن "ادب الملوك " يقتضي احيانا رقة في التعامل حتى مع أقسى الظروف، ومن هنا قيل لنا انها استقالة!.
ايا كان شكلها اقالة ام استقالة، فقد انتصر الملك وكالعادة لشعبه او لأحد هنا او هناك من شعبه، فالمذمة جاءت هذه المرة من عضو في مجلس الوزراء، والوزير يفترض ان يكون حكيما في انتقاء كلماته وبما لا يلحق ضرراً بأحد، والرجل العام وبالذات عندما يكون وزيراً، لا بد وان يكون حصيفا الى الحد الذي لا يلقي به او بأحد من اهل بلده الى التهلكة، أما ان تخرج الامور من عقالها وعن نصابها ويتفوه وزير او مسؤول او حتى مواطن فرد بما يؤذي مشاعر الآخرين... فان في ذلك وجهة نظر تستحق المناقشة!.
لنعتبر نحن الصحفيين ومعنا كل الاردنيين ومن كل المشارب ان الامر اليوم في عداد المنتهي، خاصة وان الملك ولي الامر وصاحب الشأن قد تولى الامر بنفسه وعالجه بالحكمة وبما يستحق من علاج.
ليس منا من هو معصوم عن الخطأ، والمهم هو الاعتراف بالخطأ لا الاصرار عليه، واعتذار الوزير هو اعتراف بان الخطأ قد وقع، وهذا بحد ذاته فضيلة، انسجاما مع حقيقة ان الاقرار بالذنب فضيلة!.
يُشكر الملك كثيرا على موقفه الاصيل من هذه القضية وغيرها، فقد انتصر لشعبه كله عندما اكد بالممارسة والعمل وليس بالقول فقط "ان كرامة الاردني عند جلالته اغلى من الدنيا وما فيها "!، وهذا قول مشهور للملك لا يملك احد ان ينساه، فكرامة الناس في اوطانهم لا تعادلها قيمة في هذا الوجود.
يفتح خطأ الوزير الباب واسعاً ربما لتقييم الاساليب التقليدية المتبعة في اختيار القيادات على مستوى الدولة، ويؤكد هذا الخطأ ربما ان الخبرة وامتلاك ناصية السياسة تحديداً، عاملان مهمان جدا في تكوين شخصية الشخص العام الذي يتصد للمسؤولية العامة، فمن يتولى قيادة ولو حتى "مركبة " تقل مسافرين، لا بد وان يكون على قدر عال من الرشد والحكمة والخبرة وسعة الافق والصدر والقدرة على استيعاب الظروف وتطويعها وقبل هذا وذاك .. القدرة على امتلاك النفس عند التوتر او الغضب.. ففي الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة، وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ، وهنا مربط الفرس، فمن يتصدى للعمل العام او من تسوقه اقداره او حظوظه او حتى وساطاته لتولي المناصب العامة، لا بد وان يكون ذا قدرات اعلى واسمى من قدراتنا نحن العامة الذين لا ملاذ لنا بعد الله الواحد الاحد جلّ في علاه، الا الملك مباشرة ، ولا حول ولا قوة الا بالله.