القيادة مسؤولية عظيمة

تم نشره السبت 19 آب / أغسطس 2017 09:41 مساءً
القيادة مسؤولية عظيمة
الأب عماد الطوال

غالباً ما نقرأ في العديد من النظريات القيادية عن سمات القائد، قدراته أو حتى مواهبه لكن هل يدرك هذا القائد أياً كانت مكانته أبعاد المسؤولية التي أُلقيت على عاتقه، هل يعي أن مهمته الأساسية تكمن بالاهتمام بالآخرين أم أنه مجرد شخص يحمل لقباً لا أكثر، إن القيادة حقاً خيار، لكنه خيار صعب بالنسبة للكثيرين إذا لم يكن القائد على استعداد لقبول مسؤولية أفراد فريقه، وهو التزامٌ هائل، فالناس يريدون أن يكونوا قادة، ولكن هل يريدون حقاً الالتزام بأسلوب حياة القيادة.
لا بد أنك شاهدت حفل زفاف من قبل، فهل تتذكر كيف يقف العريس منتظراً عروسه ثم يأتي دور الأب ليسلم يد ابنته إلى زوجها المستقبلي، الأب الذي يفعل أي شيء لحماية ابنته يقوم الآن بتسيلم مسؤولية رعايتها إلى شخص آخر، ولديه الثقة أن زوجها سوف يحميها كما فعل هو.
هذا تماماً ما يعني أن يكون الشخص قائداً، يعني أن يتذكر جيداً أن كل فرد في فريقه هو أيضاً ابن أو ابنة شخص ما، وأن هذا الشخص عمل جاهداً لتقديم كل رعاية وكل ما من شأنه أن يساعد أبناءه على النمو بثقة وسعادة وبالنتيجة ليكونوا قادرين على استخدام المواهب التي منحها الله لهم، وبعد هذا الجهد وهذه التضحية يسلم هذا الشخص أبنائه إلى مؤسسات للانضمام إلى فريقها، وكله أمل أن يقدم قادة هذه المؤسسات نفس الحب والرعاية التي قدمها هو لأبنائه، فالقائد الآن أصبح هو المسؤول عن هذه الحياة الثمينة وعن خلق بيئة من الثقة والآمان بين أفراد الفريق، متنازلاً عن كبريائه وأنانيته ليصبح أباً لفريقه، ويضحي براحته لما فيه خيرهم، فأين نحن من هذا القائد حقاً؟.
علينا أن ندرك بدايةً أن خلق البيئة المناسبة واهتمام القائد بالجانب الإنساني للأفراد لا يعني التضحية بتفوق أو تميز المؤسسة، بل على العكس تماماً، لأن هذه المحفزات هي ذاتها التي ستجعل المؤسسة أكثر استقراراً، ابتكاراً وأداءً مقارنةً مع العديد من المؤسسات.
فقد أظهرت البحوث زيادةً في الالتزام والسعادة والارتياح والمشاركة والجهد والتمكين، والشعور بالانتماء بين أولئك الذين يجدون معنى في عملهم ويشعرون أنهم يسعون إلى تحقيق هدفٍ عميق أو أنهم قادرين على الانخراط في العمل المهم شخصياً، لأن الشعور بالانتماء والآمان هو النتيجة الطبيعية للثقة والتعاون، وبالتالي فإن هؤلاء الأفراد هم سر نجاح المؤسسة الآن وهم القادرين على جعل رؤية القائد تتحقق.
وهذا هو المهم حقاً إنه العلاقة بين الفرد وعمله، لذلك فنحن بحاجة إلى بناء المزيد من المؤسسات التي تعطي الأولوية لرعاية البشر، وبوصفنا قادة، فإن مسؤوليتنا تكمن في الحماية والخدمة، في تنشيط السلوكيات القيادية بين الجميع، في تعزيز المشاركة، والفهم العميق لأهمية العمل الجماعي، يقول بيتر دراكر "لعل الدرس الأكثر أهمية هو أن المنصب لا يُعطي امتيازاً أو يمنح قوة، إنما يفرض مسئولية" كقادة عندما نتحمل المسؤولية عن الآخرين، فنحن بذلك لم نعد نركز على أنفسنا بل أصبحنا نتحرك نحو خدمة الآخرين، وبوصفنا فريقاً واحداً، نحن نحتاج إلى الشجاعة لرعاية بعضنا بعضاً، عندما لا يقوم قادتنا بذلك، فالقيادة لم تكن يوماً وظيفة وإنما هي دعوة لخدمة الآخرين.

الأب عماد الطوال- الفحيص



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات