نداء الدار البيضاء
برز نداء الدار البيضاء من خلال حوارات هادئة و معمقة بين مجموعة من الباحثين والنشطاء السياسيين وفعاليات من المجتمع المدني في اجتماع مطول استمر لمدة يومين في مدينة الدار البيضاء المغربية الجميلة الممتدة على ضفاف الأطلسي ٬ وكان القادمون من مختلف الدول العربية من اجل إلقاء نظرة تقويمية على أوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي.
ورغم الاختلاف والتباين بين الاتجاهات الفكرية والسياسية المجتمعية ٬ إلا أن الحوار بين الإسلاميين والعلمانيين استطاع أن يصل إلى مجموعة كبيرة من القضايا الأساسية ٬ كانت محلا للاتفاق والتقاطع ٬ وهي على قدر كبير من الأهمية البالغة ٬ التي تمثل أرضية مشتركة بين جميع مكونات الشعوب العربية ٬ تصلح منطلقا حقيقيا للتقدم نحو الإصلاح الفعلي والعملي خطوات واعدة في الاتجاه الصحيح.
إن النتيجة الأكثر أهمية على هذا الصعيد أن يصل الناشطون في العمل السياسي والنقابي والاجتماعي ٬ وفي مجالات حقوق الإنسان على اختلاف منطلقاتهم وتوجهاتهم إلى حقيقة قاطعة وهي ضرورة الاتفاق على إطار مشترك في هذه الحياة يضم جميع الاتجاهات والمكونات دون استفراد أو إقصاء أو استخدام للقوة أو العنف ٬ بعيدا عن كل أشكال التعصب العرقي أو الطائفي أو الديني أو المذهبي واعلاء شان الحرية واحترام الكرامة والإرادة الإنسانية ٬ والرضى بالتعددية ٬ والإقرار بحيادية الدولة ومؤسساتها تجاه مواطنيها جميعا.
ومن أهم ما جاء في هذا النداء الموجه إلى جميع الأنظمة الحاكمة والى جميع القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع الوطنية والى كل الناشطين في مجالات الهم العام والى جميع النخب الفكرية و الأدبية والشخصيات الوطنية ׃
- إن الإصلاح ضرورة ومصلحة حقيقية لجميع الأطراف فيجب الإسراع به من اجل اشعادة الاعتبار لدولة المؤسسات القائمة على فصل السلطات وتحقيق سيادة الشعب والاحتكام إلى صناديق الاقتراع عبر انتخابات حقيقية خاضعة لرقابة مستقلة وفقا للمعايير الدولية.
- تمكين الأحزاب السياسية والمؤسسات النقابية من ممارسة أعمالها والقيام بدورها واستخدام وسائل الإعلام كافة والمشاركة في تحمل المسؤولية.
- إطلاق سراح سجناء الرأي والسجناء السياسيين ٬ ووقف محاكمة المعارضين والكف بتاتا عن إتباع سياسات التعذيب و الاختطاف والتضييق على حرية العمل والتنقل والتجمع.
- إطلاق حرية التعبير ٬ وتمكين وسائل الإعلام والصحافيين من الوصول إلى المعلومة الحقيقية وتمكينهم من حرية النشر بعيدا عن كل أنواع الضغوط ٬ وإلغاء عقوبة الحبس فيما يتعلق بهذا المجال.
- تعبئة مختلف القوى والطاقات والجهود في المجتمع من اجل محاربة الفساد باعتباره ظاهرة أخلاقية واجتماعية واقتصادية ٬ والذي تحول إلى منظومة إدارية واجتماعية تستنزف ثروات البلدان القومية وتهدد السلم الاجتماعي.
- العمل على تحقيق المصالحات الوطنية من اجل تجنب المخاطر المهددة لوحدة الأوطان ٬ والمغذية للصراعات الطائفية والدينية والمذهبية والعرقية التي تهدد الاستقرار والأمن والتقدم.
- مواصلة الحوار بين جميع القوى السياسية والاجتماعية من اجل توحيد الجهود المثمرة في طريق تحقيق الإصلاح ومحاربة الاستبداد والفساد بشكل دائم ومستمر. (الراي)
