حرب أفغانستان إلى أين؟

تم نشره السبت 30 تشرين الأوّل / أكتوبر 2010 08:20 صباحاً
حرب أفغانستان إلى أين؟
د . فهد الفانك

قـرار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بتعزيز القوات الأميركية في العراق بحوالي 30 ألف جنـدي للعمل تحت قيادة الجنرال بترايوس كان يهـدف لتسجيل نجاحات محـدودة والتمهيد بعد ذلك لانسـحاب لا يبدو وكأنه هزيمـة.

كذلك فإن قـرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعزيز القوات الأميركية في أفغانستان بحوالي 30 ألف جندي إضافي للعمل بقيـادة نفس القائد اللامع بترايوس ، يهدف لتسجيل نجاحات تكتيكية محدودة ، والتمهيد بعد ذلك لانسحاب لا يبدو وكأنه هزيمة.

والواقع أن الهزيمة الصريحة أو الضمنية تظل أفضل من استمرار نزيف حرب عبثية محكومة سـلفاً بالفشل ، ليس في ميدان القتال فقط ، بل في أعماق النفس الأميركية التي لم تنس عقـدة فيتنام.

خلال تسـع سنوات من الحرب في أفغانستان ، أنفقت أميركا 347 مليار دولار على العمليات العسكرية ، و54 مليار دولار على أعمال إنشائية واقتصادية ، وبلغ عدد القتـلى والجرحى من الأميركيين حوالي عشـرة آلاف.

الصورة الراهنة بعـد كل هذه الجهـود والتضحيات تثير الأسى ، ذلك أن طالبان تسيطر الآن على النصف الجنوبي من البلاد ، وتمارس عملياتها في باقي أجـزاء البلاد بما فيها العاصمة كابول. وأسامة بن لادن ما زال حـراً طليقاً يمارس قيادته من مكان ما لم تسـتطع المخابرات الأميركية والدولية الوصول إليه بالرغم من الجائزة المعلنة بمبلغ 27 مليون دولار لمن يدل على مخبئـه.

حكومة أفغانستان منتخبة في انتخابات مشبوهة. ورئيسها حامد كرزاي يدير حكومة يسـود فيها الفسـاد على نطاق واسع ، أما طالبان فتمول نفسها ذاتياً عن طريق إنتاج وبيع المخدرات على نطاق واسع.

لم يبق أمام أميركا سوى الاعتراف بالأمر الواقع ، فالحرب فشلت في تحقيق أهدافها ، واستمرارها لا يعني سوى استمرار الخسائر بالمال والرجال ، أما النتيجة فهي محسومة طالما أن الحوارات الأميركية تدور حول موعد الانسحاب وحجمه ، فالمستقبل لطالبان.

السيطرة الخارجية على أفغانستان قصمت ظهر الاتحاد السوفييتي وأسهمت في سقوطه. والورطة الأميركية في أفغانستان خلقت أزمة للدولة العظمى تهدد عظمتها وانفرادها على قمة العالم.

موضوع البحث ليس الانسحاب والاعتراف بالفشل ، بل كيفية إخراج العملية بما يحفظ ماء الوجه. (الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات