ليتحمل المسيحيون مسؤوليتهم

بعد ستين عاما من فشل المسلمين حكومات وشعوبا, انظمة ومعارضة, في تحمل مسؤوليتهم التاريخية باسترداد القدس من سيطرة العصابات اليهودية, وباعادة الاعتبار لنهر الاردن المقدس الذي حولته هذه العصابات الى مستنقع راكد آسن وجففته كما جففت بحيرة الحوله.. لماذا لا تترك هذه المهام للمسيحيين في الوطن العربي والعالم كله?, المقصود هنا المسيحية الحقة من الكاثوليك والارثوذكس التي لم تنزلق لمسيحية الاسواق المالية المتهودة الانجلوسكسونية في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من البلدان الرأسمالية الربوية, المسيحية شكلا, اليهودية في جوهرها.
وتكمن اهمية هذا النداء في غطائه ومرجعيته الشرعية في العهدة العمرية بين الخليفة عمر بن الخطاب وبطرك القدس صفرونيوس وقد تعاهدا على ان لا يدخل ايليا (القدس) يهودي واحد وحيث تخلى المسلمون عن عهدة الخطاب, ووقعوا معاهدات مع العدو اليهودي تقبل جزءا يسيرا شكليا من القدس مقابل السيطرة اليهودية على غالبية المدينة, فلا بأس من مخاطبة العالم المسيحي وتذكيره بما تعاهد عليه البطرك.
ومن المفهوم اننا لا نقصد تذكيرهم بمملكة القدس اللاتينية فقد كانت مملكة غازية محتلة كما دولة العصابات اليهودية الحالية بل تذكيرهم بواجبهم ومسؤوليتهم الدينية فيما كانت تلك المملكة شكلا من الاستعمار المبكر الذي تذرع بالدين لتغطية مصالح اقطاعية مسيحية اوروبية..
ايضا وحتى لا تأخذ العزة بالاثم بعض المسلمين نذكرهم بأنه بعد تحرير القدس العربية من تلك المملكة اللاتينية الاستعمارية سمح لهم بالدخول الى القدس, وذلك بعد ان كان الصليبيون قد ابادوا كل اليهود فيها بعد احتلالها في المرة الاولى لدرجة ان مؤرخين يهود سموا تلك الخطوة المتسامحة بالعودة الثانية بعد كورش.
والشاهد من كل ذلك هو الطلب من الفاتيكان والعالم المسيحي ومراكز الارثوذكس الروسية واليونانية والقبطية والسورية والعربية عموما ان تبادر الى لقاء عالمي لانقاذ القدس (الجانب المسيحي) على الاقل قبل ان ينقل العصابات اليهودية حفاراتها وجرافاتها الى كنيسة القيامة بعد المسجد الاقصى, حيث بدأنا نسمع نغمة جديدة في عالم الحاخامات الاسود من ان الهيكل المزعوم ربما يكون تحت هذه الكنيسة. (العرب اليوم)