«جوردان أووردز».. الفن الجميل

هي التجربة الأولى، لكنها كانت ناجحة بكل المقاييس بعد ان احتضن الأردن أول من أمس، مهرجان «جوردان أووردز»، في أخفض بقعة في العالم «البحر الميت»، هذا البحر، الذي نشر دفئه على كل المشاركين في هذا المهرجان الواعد، عبر مشهدية ابداعية فنية راقية، ضمت نخبة من فناني ومثقفي العالم العربي في لوحة تمازج فيها جيلان من الابداع والتميز.
وبشهادة عدد من كبار فناني الوطن العربي فان «الأوسكار الأردني» وباعتراف الفنان القدير سمير صبري كان ندّاً بل وتفوق على «أوسكارات أميركا وفرنسا» متزامناً مع تأكيد الفنان الكبير دريد لحام «بأن هذا المهرجان «يزيدني فخراً».
فكرة المهرجان الرائدة، خطوة مهمة باتجاه وضع الأردن على خريطة الابداع العربي، وفرصة ثمينة لأن نستذكر دور القطاع الخاص، للخروج برؤية عصرية، لأردن حديث يتبنى الابداع والمبدعين، أردن طالما تطلع اليه جلالة الملك، عماده شباب مثقف مبدع، واعٍ لقضايا أمته ومنتمٍ لها، يستفيد من تراكم المعارف التي بناها «الكبار» من الرعيل الأول للاستفادة منها والمراكمة عليها لمواصلة مشوار الحياة.
التشاركية بين «القطاعين»، واجب وطني بامتياز، فيدٌ واحدة لا تصفق، ولا بد للقطاع الخاص من أن يأخذ دوره في الإسهام بعجلة البناء والتطورجنباً إلى جنب مع القطاع العام، في ظل محدودية الموارد الطبيعية، وزيادة اعداد المتعطلين عن العمل من الكفاءات الشبابية الواعدة.
وعوداً على بدء، فقد شكل «جوردان أووردز » فرصة جديدة، وضعت الأردن على خريطة المشهد الابداعي العربي، ومثل فرصة حقيقية لتواصل الفنانين والمبدعين العرب، ولفت انتباهي كلمة مقتضبة للفنان الراقي عزت العلايلي ارتجلها في المهرجان بالقول اتطلع «لتشكيل كومونولث فني عربي» يمهد ويفتح الطريق أمام الفنانين العرب لينافسوا نظراءهم العالميين لطرح القضايا العربية على مستوى العالم.
الفنان العربي عامة، والأردني بخاصة، بحاجة إلى مزيد من الدعم المادي والمعنوي، لتذليل الصعوبات التي تقف سداً منيعاً في تحقيق آماله وتطلعاته، لإفادة المجتمعات العربية من إبداعاته، التي ترتقي بـ «الذائقة العربية» في ظل احصائية عالمية، أشارت الى أن المواطن العربي يقرأ بمعدل نصف صفحة سنوياً، وهذه الاحصائية تؤشر إلى أهمية الفن الهادف بمختلف أشكاله في تثقيف المواطن العربي وسد هذه «الثغرة القرائية».
وفي الاحتفالية أعادنا الفنان نضال نجم الذي أبدع في تقديم الحفل، إلى ذكريات الفن الأردني الجميل، أيام كنا نقطة انطلاق للفنان العربي، وكيف كانت الأقطار المحيطة بنا - على حد تعبيره - تتسابق على التقاط بث التلفزيون الأردني وضبط «الأنتين»، لمشاهدة مسلسلات حارة ابو عواد والعلم نور وهبوب الريح وغيرها..
الفن لم يعد ترفيهاً وحسب، بل صناعة ترفد اقتصاديات الدول وتشكل محطة هامة للتعريف بمنجزات وحضارات الدول. (الراي)