الخيار الثامن!!

لم يحدد محمود عباس الخيارات السبعة التي سوف تمارسها السلطة الفلسطينية بالتعاقب ، وان كان الخيار الاول كما قال هو خيار التفاوض في حال اوقفت اسرائيل الاستيطان ، اما الخياران الثاني والثالث فهما اللجوء الى واشنطن لكي تؤدي دورها كما وعد به الرئيس اوباما ومن ثم مجلس الامن ، بالرغم من ان هذا الخيار محكوم عليه مسبقا ، ما دام الفيتو بانتظار اشهاره لصالح تل ابيب.
الخيار الثامن هو كاليوم الثامن في الاسبوع الفلسطيني الطويل ، وهويوم لا وجود له الا اذا كان عالقا بالعطلة ، واول ما تبادر الى اذهان الناس وهم يسمعون عباس يهدد نتنياهو بالخيارات السبعة هو ذلك الخيار المستبعد والمحظور ، وهو باختصار خيار المقاومة المشروعة والتي لا يمكن لاحد او قانون او منطق ان يصنفها في خانة الارهاب،
مقابل هذه الخيارات الفلسطينية ثمة خيار اسرائيلي واحد ومتكرر في كل المراحل ، وهو مواصلة الاحتلال والاستيطان اضافة الى تكريس التهويد خصوصا ما يتعلق بالقدس ، وهذا الخيار المسلح عسكري بامتياز وما من خيار اخر يفله الا اذا كان من حديد لكن الحديد الان ينعم باجازة سياسية طويلة والى اجل غير مسمى ، لكن التاريخ لا يعبأ كثيرا بمن يلوون عنقه لكي يقف او يدور الى الوراء ، فالشعوب بخبرتها وفطرتها معا لها القدرة على تحديد اوان العصيان ، خصوصا عندما تتأكد بان من يغتصب الارض وينتهك الانسان لا حدود له وما من لحظة متوقعة لعودته عن موقفه لانه موقف غير تاريخي ، وهو ملفق اصلا من الخرافة والقوة ، وبالتالي من الجرافة والدبابة التي تمهد لها طريق التجريف والنسف والتدمير،
لقد توقع معظم المراقبين لحظة البدء بالمفاوضات المباشرة انها تسير باتجاه طريق مسدود لان الطرف الاخر لا يعرف الا نمطا واحدا من التفاوض هو "المونولوج" او التفاوض مع الذات ، ويشترط على الاخر ان يكون مجرد ظل وصدى له،
فلسطينيا وبكل المقاييس لم يكن ممكنا المضي في المفاوضات والاستيطان يتمدد سرطانيا ويقضم الارض ويهدد الفلسطينيين بترانسفير واسع حتى لو حدث بالتقسيط وعلى مراحل لهذا كان وقف التفاوض خيارا فلسطينيا وحيدا ازاء ما يحدث وما تعلن عنه اسرائيل بلا اي تكتم او شعور بالخجل من الرأي العام في العالم كله ، بعد ان ساد مزاج سياسي دولي مضاد للاستيطان.
لا نعرف بالضبط ما اذا كان هناك خيار مفاجئ في قائمة الخيارات السبعة التي اعلنها محمود عباس ، وان لم يكن هذا الخيار متضمنا في القائمة فان موقعه الوحيد هو اليوم الثامن في هذا الاسبوع الطويل.
ان اسرائيل وكما يعترف بعض الكتاب اليهود المعارضين لاطروحات نتيناهو الراديكالية توفر اسبابا موضوعية كافية لدفع الفلسطينيين الى احياء الخيار المحظور.
فقد جرب هذا الشعب كل المفاتيح لقفل تراكم عليه الصدأ ، كما جرب النفخ في قربة مثقوبة حتى انقطع النفس،،، (الدستور)