الدائرة الثالثة مرة اخرى

ابتداء, انا لست طرفا في المعركة الانتخابية التي تقترب من نهايتها فأنا من حزب المقاطعين الا ان يتم تغيير قانون الانتخاب الحالي في اطار وطني ديمقراطي شامل.. وقد حاولت في المقال السابق قراءة المشهد الانتخابي من بعيد حيث لا مصلحة شخصية ولا متابعات ايضا لتفاصيل هذا المشهد.. واذا كانت الاحتمالات التي قدمتها لنتائج الانتخابات في هذه الدائرة قد انعكست بصورة او باخرى على بعض المرشحين فارجو ان تفهم بحدود التعليق الصحافي لا اكثر ولا اقل وذلك في اطار الملاحظات التالية:-
1- ان ما يغلب على المعركة الانتخابية الحالية خاصة في الدائرة الثالثة ليس تجاذب الحكومة - المعارضة بل تجاذب داخل بيت الدولة نفسها ولا يخفى على المهتمين انخراط العديد من رؤساء الحكومات السابقين في هذا التجاذب الذي كسر ايضا الاصطفافات التقليدية السابقة...
2- ان هذه المعركة عارضة وعابرة وقد لا يمتد عمر المجلس القادم اكثر من عامين بالنظر الى اهمية حضور الاسلاميين ووزنهم الفلسطيني في الترتيبات القادمة, وبالنظر الى ان المرشحين المستقلين المتحدرين من المعارضة لا يمثلون هذه المعارضة عمليا ولا يعكسون الوزن الذي تهتم به الاطراف المحلية والدولية المعنية كما تعرف هذه الاطراف ان حجم العمل الحزبي لا يقاس بعدد الاحزاب المشاركة بل بوزنها الحقيقي.
3- وقد لا يكون من باب المصادفة غياب الشعارات السياسية والبرامجية المحددة لصالح شعارات عامة بلا معنى اضافة لانتشار الاف الصور الشخصية التي تصلح لكل شيء من الانتخابات البلدية الى المهرجانات الرياضية والسياحية.. الخ.
4- وفيما يخص قراءة المقال السابق للمشهد الانتخابي واحتمالاته لا بد من توضيح ما يلي:-
أ- في حوار مع اصدقاء متابعين لما يجري, هناك حسبة مختلفة للكوتا النسائية بين محافظة واخرى رغم التغيير الذي طرأ على هذه الحسبة في التعديل الاخير للقانون, مما يجعل التنافس على هذا المقعد في الدائرة الثالثة صعبا للغاية ويحصر فرصة المرشحات في التنافس الحر.
ب- رغم حدة الاستقطابات في هذه الدائرة ورغم تراجع البرجوازية الوطنية لصالح المقاولين والوافدين على هذه الدائرة الا ان ما لا يرغب كثيرون في الانتباه له بان حجم المقاطعة المتوقع فيها لن يقل عن المعدلات العامة, فقسم كبير من الذين نجحوا عن هذه الدائرة في مرات سابقة ينتمون الى قوى المقاطعة.. (العرب اليوم)