الانشغال بالتوقعات!

تم نشره الجمعة 22nd أيلول / سبتمبر 2017 12:40 صباحاً
الانشغال بالتوقعات!
فهد الفانك

هناك انشغال فائض عن الحاجة وزائد عن اللزوم بموضوع توقعات النمو الاقتصادي لسنة قادمة التي تأخذ بها الحكومة بمناسبة خطاب الموازنة العامة للسنة القادمة.

هذه التوقعات ليست عملاً حسابياً دقيقاً يجب أن يتحقق بحذافيره، وإلا حكمنا على الجهة التي قدرت وتوقعت بأنها أخطأت ويجب أن تتوقف عن تكرار الخطأ.

النتائج التي توصل إليها المتوقعون لا تختلف جوهرياً من جهة إلى أخرى، فلا فرق للأغراض العملية بين أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي من 2ر2% إلى 3ر2% أو 5ر2%، فالواقع أن عمليات التقدير والتقريب هذه التي يقوم بها الإحصائي لا تُـحدث انقلاباً في النتائج.

الحكومة ليست أفضل المصادر التي لا يعتمد عليها لاغراض تنوير قادة القطاع الخاص، ولها عدة أهداف محقة للخروج بتقديرات متفائلة عن النمو الاقتصادي في سنة قادمة، وترد هذه التقديرات في خطاب الموازنة العامة الذي يتم إعداده قبل عدة أشهر من بدء السنة موضوع البحث، أي أن الفرضيات التي بنيت عليها التوقعات الشائعة في حينه تكون قد اختلفت قبل أن تصل إلى اللجنة المختصة في البرلمان.

لدى الحكومة أهداف محتملة للخروج بتقديرات عن النمو الاقتصادي في سنة قادمة لإعطاء مبرر لأرقام الموازنة، فضلاً عن الاعتبارات السياسية أي الإيحاء بأن الحكومة في طريقها لتحقيق هذه التقديرات التي لا تزيد عن كونها أهدافاً مأمولة ويجب أن تكون أفضل من الواقع، وبالتأكيد أفضل مما كانت عليه في السنة السابقة.

الخطأ في عملية التقدير أمر مؤكد، فالمقصود هو تحديد الاتجاه وهل سيكون هناك نمو سريع أم بطيء أم سالب إلى آخره. ولو قالت الحكومة أن النمو في هذه السنة قد يصل إلى 3%ولم يتحقق سوى 2ر2% فهذا ليس خطأ جسيماً، والفرق بين الرقمين يقل عن نقطة مئوية واحدة.

صندوق النقد الدولي يقدم تقديراته على أساس فترات زمنية مثل السنة أو ربع السنة، ويعيد النظر فيها كل ثلاثة أشهر مما يعني أنها ليست مضمونة ولا يمكن الاعتماد عليها لأغراض اتخاذ قرارات الاستثمار والتسعير في القطاع الخاص.

التوقعات الكليـة التي تغطـي الاقتصاد الوطني كله لا فائدة منها إلا للمخطط الاقتصادي الحكومي، أما من الناحية العملية فإن التوقعات التي تهم القطاع الصناعي أو السياحي هي ما يهم مستثمراً في مشروع لا يتوقف نجاحه على النمو الاقتصادي العام بل على ما سيحدث في القطاع الذي يعمل فيه.

الراي 2017-09-22



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات