إدارة أوباما.. نصف ولاية واستدارة كاملة

تم نشره الخميس 04 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 07:52 صباحاً
إدارة أوباما.. نصف ولاية واستدارة كاملة
عريب الرنتاوي

حتى قبل أن تكمل نصف ولايتها ، كانت إدارة الرئيس أوباما ، قد أحدثت استدارة واسعة في مقاربتها لملفات المنطقة ، في عملية يمكن وصفها بأنها "عود على بدء" ، والبدء هنا هو ما بدأته إدارة الرئيس الأمريكي السابق ، وليس ما انتهت إليه من مواقف وسياسات حيال ملفات المنطقة ، والأرجح أن نتائج الانتخابات النصفية أمس الأول ، ونجاح الجمهوريين في إحكام قبضتهم على مجلس النواب الأمريكي ، سوف تعزز هذه "الانتكاسة" في السياسة الخارجية الأمريكية.

من الحوار مع إيران والانفتاح عليها ، إلى أعلى درجات الحصار الاقتصادي والتجاري.. من خطاب المصالحة مع العالم الإسلامي والانفتاح عليه ، إلى العودة لخطابات "الحرب على الإرهاب" التي اشتهر بها بوش وتشيني ورامسفيلد ، ومن على ذات المنصات تقريباً.. من اشتراط وقف الاستيطان للاستنئاف التفاوض وبناء السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، إلى اقتراح تأجير غور الأردن لـ"نظرية الأمن الإسرائيلية".. ومن الحوار على سوريا واحتوائها ، إلى سياسة "هزّ السبّابة" في وجهها.. ومن مقاربة لبنانية تجنح للحوار والتهدئة ، إلى سعي محموم لـ"شدشدة براغي" جماعة 14 آذار ، ومن رفع "الفتيو" جزئياً أمام الحوار الفلسطيني وإعطاء ضوء برتقالي للمصالحة ، إلى نفض الغبار عن شروط الرباعية وإشعال ضوء أحمر ساطع في وجه المصالحة ، تحت ذريعة عدم إهدار مكاسب دايتون وإنجازات بلير في الضفة.

ثمة نبرة تصعيدية في خطاب الإدارة الأمريكية حيال عدد من ملفات المنطقة ، دفعت بعض حلفاء واشنطن من الاعتدال العربي ، دولا ومنظمات وجماعات ، إلى وقفة مراجعة وإعادة تقييم ، فما بدا بعد قمة الكويت التصالحية العربية أنه ريح جديدة تهب على عواصم العرب ، وما أعقبها من مصالحات سورية - سعودية ، وزحف لبناني (الحريري - جنبلاط) صوب دمشق ، يبدو أنه أزعج دوائر عديدة ونافذة ، في واشنطن وتل أبيب وبعض عواصم المنطقة ، ما دفعها للتحرك بقوة لإطلاق هجومها المضاد ، وها نحن نشهد إرهاصات هذا الهجوم الشامل على غير جبهة وفي أكثر من ساحة.

في لبنان ، فشلت محاولات احتواء تداعيات المحكمة والقرار الظني ، والفريقان يتجهان إلى مواجهة تغذيها تصريحات فيلتمان ومواقف القاهرة وفريق من عرب الاعتدال مقرب من دوائر المحافظين الجدد ، ولا يبدو أن "الشحنة" التي وفرتها زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدمشق وبيروت (صحبة الرئيس السوري) ، قادرة على جبه رياح التصعيد وصدها ، فالمعادلة السورية السعودية (س - س) تترنح ، والتصعيد سيد الموقف.

وفي فلسطين ، تبددت موجة التفاؤل الأخيرة ، وبدا أن لقاء مكة بين مشعل وسليمان ، قد استنفذ مفاعيله ، فيما المصادر تنقل عن القاهرة أنها أبلغت عباس بـ"الفيتو" المصري ـ الأمريكي ـ الإسرائيلي ، ضد تقاسم ملف الأمن بين فتح وحماس ، فما في الضفة لفتح وحدها ، وما في غزة ، لفتح وحماس ، مؤقتاً وإلى أن يصبح لفتح وحدها.. وفتح هنا كما يعرف السادة القراء ، هي تعبير "مجازي" عن تيّار نافذ فيها ، متسق ومتساوق مع فلسفة "بلير - دايتون وطريقهما الثالث".

وفي العراق ، بدا أن فرص تشكيل حكومة جديدة ، تبتعد كلما اقتربت ولاحت في الأفق بوادر توافق عراقي ، فالمبادرات المضادة ، وإن كانت كالرصاصة الطائشة ، لا فرص لها للنجاح والتقدم ، إلا إنها كفيلة بخلط أوراق اللعبة ، وعرقلة فرص الحل وتأخيرها على أقل تقدير ، وهي وإن تدثرت بلبوس عروبي واضح ، إلا أنها تنتمي لمدرسة في العروبة ، لا تنتعش إلا في مواجهة إيران ، ويختفي صوتها ويتبدد عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع إسرائيل ، عدواناً وتوسعاً واستيطاناً.

أما على الملف السوري ، فإن التصعيد الأمريكي ضد دمشق ، والحملة السياسية والإعلامية المصرية ضد سوريا وقيادتها - ورئيسها بالاسم - فضلا عن تحفظ فريق سياسي سعودي على كل جهود التقارب مع سوريا ، وارتفاع حدة الخطاب "الآذاري" ضد سوريا ، خصوصا من قبل تيار المستقبل ، كل ذلك يؤشر إلى انتكاسة جديدة في الإقليم بمجمله.

هذه التطورات جميعها ، سبقت الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي ، وهي ستتعزز بعد فوز الجمهوريين الواضح فيها ، والأرجح أن عاماً جديداً من التصعيد ، سيطل برأسه بعد عدة أسابيع ، وسوف تكون ساحات المواجهة وخطوط التماس ، هي ذاتها التي شغلت المنطقة خلال سنوات وسنوات: العراق ، فلسطين ولبنان ، من دون أن ننسى اليمن والصومال والسودان و"الحبل على الجرار". (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات