الدوائر الوهمية!

تم نشره الخميس 04 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 07:54 صباحاً
الدوائر الوهمية!
ياسر الزعاترة

صبيحة اليوم التالي للانتخابات ، وربما مساء ذات اليوم ، سنكون أمام مشهد سوريالي عنوانه تداعيات ما يعرف بالدوائر الوهمية على نتائج الانتخابات ، ومن ثم ردود الفعل عليها.

عند ظهور النتائج سنجد أنفسنا إزاء فائزين بعدد من الأصوات تقل عن زملاء لهم من نفس الدائرة ، الأمر الذي سيرى فيه الطرف الثاني ظلما بالغ الوضوح ، فالدائرة هي الدائرة ، والناخبون هم ذات الناخبين ، فكيف يكون من العدل أن ينجح إنسان بثلاثة آلاف صوت مثلا ، بينما يرسب آخر حصل على أربعة آلاف أو أكثر.

تلك مشكلة بالغة الوضوح يبدو أن من صاغوا القانون لم يحسبوا حسابها ، بينما سيصطدمون بثمارها المرة في اليوم التالي للانتخابات ، وحيث لن يقبل الخاسرون خسارتهم في ظل وجود فائزين حصلوا على أصوات أقل منهم.

الحل الوحيد المتاح هو إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق ، أعني إلغاء الدوائر الوهمية ، وهو إجراء لن يعترض عليه أي أحد ، لأنه ببساطة إجراء عادل ، إذ من العبث وقوع حوادث من اللون الذي تحدثنا عنه.

نعم ، لن يعترض أي أحد على إلغاء الدوائر الوهمية ، وسيقبل الجميع بهذا الحل العادل. وإذا اعترض أحد ، فسيكون من ذلك اللون الذي يتوقع أن فرصته عبر الدائرة الوهمية ستكون أكبر من الدائرة الكاملة بصيغتها القديمة ، ومثل هذا لن يلتفت إلى اعتراضه أي أحد.

لا أعرف كيف يمكن تخريج الأمر من الناحية القانونية ، وفي هذا التوقيت الحرج ، لكن التغيير يبقى أفضل من تكريس المعادلة القائمة بما تنطوي عليه من إشكالات.

مسألة الدوائر الوهمية كانت محاولة للالتفاف على الاعتراض على قانون الصوت الواحد المجزوء (صوت واحد لناخب واحد في دائرة متعددة المقاعد) ، لكن الصياغة كانت من النوع المرتبك الذي لم ينتبه كما يبدو إلى ما يمكن أن يترتب على الصيغة الجديدة من مشاكل.

الدائرة الواحدة يمكن أن تكون مقبولة عندما تكون مغلقة ولها مقعد واحد ، كما في النموذج البريطاني ، مع أنها ليست عادلة تماما لأن حزبا قد يحصل على ربع الأصوات ولا يحصل سوى على عشرة في المئة من المقاعد ، والأفضل بالطبع هو تطوير القانون برمته ليس من أجل العدالة في التوزيع فقط ، وإنما من أجل الإصلاح الشامل الذي لن يتم من دون تطوير الحياة الحزبية القائمة على البرامج والأفكار. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات