تسييس جائزة نوبل

جائزة نوبل لن تحتفظ بهيبتها طويلاً ، فقد أصبحت سياسية بامتياز. مطلوب أن تكون منشقاً عن النظام الصيني أو الكوبي لتفوز بالجائزة ، شريطة إلا تكون معادياً لإسرائيل.
ينطبق هذا بشكل خاص على جوائز نوبل للسلام أو الآداب. وقد حلت الصين محل الاتحاد السوفييتي في إنتاج جوائز نوبل لخصومها والمعارضين لحزبها الحاكم.
هذا يعني أنه لكي يفوز عربي بجائزة نوبل للسلام يجب أن يؤيد يهودية إسرائيل ويجاهر بذلك. وربما كانت جائزة السلام القادمة محجوزة لصالح مواطن إيراني يسعى لإسقاط نظام ولاية الفقية وآيات الله العظمى.
الرئيس الأميركي الأسبق كارتر منح جائزة نوبل وهو رئيس متقاعد لمجرد إحراج بوش مع أنه لم يعط َ الجائزة عندما حقق سلام كامب ديفيد حيث ذهبت الجائزة إلى مناحيم بيجن وشيمون بيريز الذين لا يشرّفون الجائزة ولا حملتها ، ولم يقدموا للإنسانية من خدمات سوى شق الصف العربي ، والعنف الإرهابي ، واللعب على الحبال على التوالي. واوباما منح جائزة نوبل للسلام لإغرائه بسلوك معين أي حسب ما سيكون وليس بسبب إنجازات معينة حققها. ونجيب محفوظ ما كان ليفوز بالجائزة لولا السلام المصري الإسرائيلي المنفرد وتأييد الروائي المصري له علناً ... وهكذا.
هذا ليس بحثاً توثيقياً لسياسة منح الجائزة ، فليس أمامي قائمة بأسماء الفائزين بجوائز نوبل للسلام أو الآداب ، وتحديد الأسـباب الكامنة وراء منحهم الجائزة ، لكن الفكرة واضحة ، وتكاد تكون معروفة ومفهومة.
السـؤال هو بأي حق يتمتع حملة جوائز نوبل للآداب والسـلام بكل هذه الشـهرة والاحترام عالمياً ، وكأنهم قادة فكـر ، وصناع سلام ، وخدام للإنسانية؟ وهل سـيطول ذلك إذا استمر تسييس الجائزة وتوظيفها لصالح الغرب ضد الشرق ، ولصالح الصهيونية ضد العرب؟.
يذكر أن الاسـم الجميل للجائزة (نوبل) ليس مشـتقاً من النبل لغوياً ، بل من اسم مؤسس الجائزة الفريد نوبل الذي اخترع المتفجرات التي أودت بحياة الملايين في الحروب ، وقد أراد أن يكفر عن جريمته بحق الإنسانية ، فخصص أرباحه من هذا الاختراع كوقفيـة لمنح خمس جوائز سنوية لمن يقدمون إنجازات مرموقة لخدمة الإنسانية في مجالات الفيزياء ، والكيمياء ، والطب ، والأدب ، والسلام. (الراي)