بانتظار مزيد من السوء

تم نشره الجمعة 05 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 06:54 صباحاً
بانتظار مزيد من السوء
راكان المجالي

ما حدث في الولايات المتحدة الامريكية قبل اكثر من ثلاث سنوات وقبل اكثر من عام من نهاية ولاية الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن كان شكلا من اشكال الاضطراب السياسي على قاعدة عدم الثقة بتلك الادارة المتهورة والتي اغرقت امريكا في مجموعة سياسات يمينية متطرفة في الداخل والخارج وهو ما اقتضى يومها الدعوة الى الحجر على الرئيس بوش وادارته وتشكيل لجنة من الحكماء في الحزبين سميت لجنة "بيكر" "هاملتون" التي وضعت 79 توصية كانت كل واحدة منها نقداً غير مباشر لادارة بوش واختلالاتها.. الخ.

المؤكد ان اضطراب السياسة الامريكية آنذاك أدى الى الكارثة المالية التي عصفت بالولايات المتحدة الامريكية وتفاعلت الى اليوم توازناً في كل انحاء العالم ، كما ان الارهاب السياسي الذي مارسته عصابة اليمين المحافظ التي احكمت سيطرتها على القرار الامريكي ادت الى اضطراب السياسة الدولية عموماً.

ومن هنا فان الناخب الامريكي قد صوت قبل عامين ضد جورج بوش الابن وادانة حزبه اكثر مما كان هو تصويت لصالح اوباما وحزبه ، وعلى مدى عامين كان تردد اوباما وضعفه وبقاء ادارته رهينة للسياسات العدائية التي سار عليها بوش الابن هي ما تسير في خسارة حزبه في الانتخابات التشريعية النصفية ، والتي عكست مزاجاً يمينياً لدى الشعب الامريكي بما في ذلك بروز ميول عنصرية مثلها حزب "الشالي" الذي حصل على 5% فقط من المقاعد لكنه ترك تأثيراً في المزاج الامريكي.

ما يعنينا هو الموقف من امتنا وقضاياها والتي وان اتسمت بالسلبية في كل العهود بما في ذلك ادارة اوباما ، الا ان التحول السلبي الذي مثلته الانتخابات الاخيرة حمل دلالات ومن خلال رصد الدكتور جيمس زغبي لذلك يلاحظ ان الانقسام الحزبي في الولايات المتحدة بشأن القضايا ذات الصلة بالعرب والمسلمين عميق لدرجة تثير القلق. فعلى سبيل المثال ، حين سألنا الناخبين الاميركيين في استطلاع اجريناه اخيرا حول مواقفهم من العرب والمسلمين ، كانت النتائج مثيرة للصدمة.

فبالنسبة للمواقف تجاه العرب كانت ايجابية عند الديموقراطيين بنسبة 57 في المائة ، وسلبية بنسبة 30 في المائة ، بينما كانت ايجابية عند الجمهوريين بنسبة 28 في المائة فقط ، وسلبية بنسبة 66 في المائة.

واتجاه المسلمين كانت ايجابية عند الديموقراطيين بنسبة 54 في المائة ، وسلبية بنسبة 34 في المائة ، اما عند الجمهوريين فكانت ايجابية بنسبة 12 في المائة فقط ، وسلبية بنسبة 85 في المائة.

هذه جزئية صغيرة من استطلاع اوسع لمواقف الاميركيين اجرته مؤسسة زغبي انترناشيونال ونشره المعهد العربي الاميريكي.

ولم تكن نتائج الاستطلاع الاخرى اقل اثارة للقلق ، فقد اظهرت ردود الناخبين الاميركيين على السؤال تلو السؤال ، نمطا واحدا من الردود. فمثلا ، وافق 62 في المائة من الديموقراطيين على مقولة ان الاسلام دين السلام ، بينما عارضها 79 في المائة من الجمهوريين.

فما الذي حدث لحزب جورج بوش الاب وجيمس بيكر؟ من ناحية ، اصبح رهينة لعدة مجموعات تهيمن على قاعدة الحزب الآن وغيرت افكاره. فـ "اليمين المتدين" ورموزه من امثال بات باترسون ووليام هاجي وغاري باور يشكل 40 في المائة من قاعدة الحزب الانتخابية. وتركيز هذه المجموعة على ما يعتقدون انه المعركة الفاصلة التي ستقع بين الخير (الغرب المسيحي واسرائيل) والشر (العرب والمسلمين) ، هو الذي سوغ المشاعر لمناهضة المسلمين.

وهناك اقارب اليمين المتدين ، من محافظين جدد ومعلقين اذاعيين يثيرون الخوف من الاسلام من امثال اوريلي وبيكي وليمبا وسافاج وغيرهم ممن ينفثون سمومهم عبر الاثير يوميا.

وعبّر 68 في المائة 80و في المائة من الديموقراطين عن رغبتهم في معرفة المزيد عن الاسلام وعن العالم العربي على التوالي ، وقال 71 في المائة من الجمهوريين انهم يعرفون ما يكفي عن الاسلام 58و في المائة من العالم العربي وانهم لا يريدون معرفة المزيد.

وبالنسبة لجهود الرئيس اوباما في التواصل مع العالم العربي والمسلمين ، ابدى 18 في المائة من الديموقراطيين فقط معارضته لهذه الجهود ، بينما عارضها 73 في المائة من الجمهوريين.

وفي دراسة حديثة ، تبين ان 60 عضوا في الكونغرس كلهم من الديموقراطيين وليس فيهم جمهوري واحد ، لهم سجل ناصع في التصويت أو اتخاذ مواقف ايجابية حيال القضايا المتعلقة بالعرب والمسلمين الاميركيين.

وفي دراسة اخرى حول مواقف المسؤولين الاميركيين المنتخبين أو المرشحين لمناصب فدرالية من الجدل الدائر حول مشروع المركز الاسلامي في نيويورك أو بارك 51 ، تبين ان الديموقراطيين ــ باستثناءات بسيطة ــ كانوا من المؤيدين للمشروع ولحقوق المسلمين عموما ، على العكس من الجمهوريين الذين يحاولون استغلال هذا الموضوع لاغراض انتخابية ، كما فعلوا غداة هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وهم يخلطون الآن المخاوف الأمنية بالاسلاموفوبيا ، انهم يمارسون لعبة خطيرة قد تكون لها عواقب وخيمة. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات