ترتيب البيت الفلسطيني اولا

المدينة نيوز- الرئيس الفلسطيني المبجل محمود عباس الذي قرر منذ اللحظة الأولى للبدء بالمفاوضات المباشرة مع من اغتصب ارض الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد على ستة عقود وشرد اكثر من ثلثه بالقوة المسلحة وبالإرهاب المنظم والمدعوم من قوى عالمية قدمت لهذا العدو المال والسلاح وكل ما يلزم لإحتلال الأرض وتشريد الشعب لفلسطيني الأعزل والمسالم ، هذا المغتصب الإسرائيلي الصهيوني لم يتوقف عند حد الإغتصاب والتشريد وإقتلاع الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين من جذورهم بل واصل عدوانه المدروس والمبرمج من اجل اغتصاب ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وضمها بالقوة الى كيانه المسخ مستخدما اساليب شيطانية لإجبار الفلسطينيين على الرضوخ لمخططاته الإستيطانية الإستعمارية فأوعز لقطعان المستوطنين اليمينيين العنصريين بسرقة الأراضي الفلسطينية من اصحابه الأصليين وسرقة المياه وحرمان الفلسطينيين من ادنى حقوقهم الإنسانية باستخدام المياه العائدة اليهم والتي تنبع من ارضهم وذلك بتحويلها الى المناطق التي استولى عليها الصهاينة المحتلين بحماية ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي والقوى الأمنية التي لاتعرف من الأمن سوى قتل واعتقال الفلسطينيين وسرقة ممتلكاتهم وحرمانهم من العيش بأمان واستقرار ، وأحال حياة الفلسطينيين الى عذاب ومعاناة قاسية جدا بهدف إجبار أكبر عدد منهم لترك اراضيهم ومساكنهم ومزارعهم التي نضب إنتاجها بسبب اعتداءات الصهاينة عليهم وعلى ارضهم ومنعهم من الإعتناء بها وريها وقطافها بحجج واهية ، أضف الى ذلك ما يقوم به قطعان المستوطنين اليمينيين المتطرفين المسلحين من أعمال تخريبية تتلف المزروعات الموسمية وتكسر الشكر وتحرقه امام اصحابه وبحماية من الجيش ورجال الأمن الصهاينة .
يحدث هذا في الضفة الغربية المحتلة وغي قطاع غزة الذي تعرض لتدمير مؤسساته العامة والخاصة ومصانعه ومطارسه بوحشية استخدم الصاينة في عطوانهم على القطاع احدث واقوى انواع الأسلحة الأمريكية والغربية الأشد فتكا بالإنسان والممتلكات.. تعم حدث كل هذا ويحدث المزيد منه لزيادة معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة المحاصر حصارا شاملا منذ خمس سنوات ونيف والقيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ورئيس حكومة تصريف الأعمال بالضفة الغربية إنصاعوا للمطالب الأمريكية بالذهاب الى المفاوضات المباشرة مع حكومة نتنياهو التي لاتسعى لتحقيق السلام وترفض إقامة الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران من عام 1967م وتناور من أجل كسب المزيد من الوقت وتحقيق سلب المويد من ممتلكات الشعب الفلسطيني وتهويد القدس وتقطيع اوصال الضفة بحيث يصبح من المستحيل إقمة دولة للفلسطينيين ، وذهب الفلسطينييون الى المفاوضات المباشرة بعد ان تلقوا وعودا من الرئيس باراك أوباما بحل الدولتين الجارتين وتجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
ذهب محمود عباس وفريقه المفاوض الى المفاوضات ولسان حال الرئيس الفلسطيني يقول سننسحب من هذه المفاوضات في حال إستئناف إسرائيل بناء المستوطنات ، واعلنت حكومة نتنياهو على لسان وزير الإسكان عن العودة لبناء المستوطنات وإنهاء فترة التجميد مما دفع السيد ابو مازن للإعلان عن الإنسحاب من المفاوضات ولكن هذا الإعلان بقيّ معلقا ولم تقطع خيوطه والسيد ابو مازن بعد ان لجأ الى الزعماء العرب في القمة العربية النصفية التي عقدت في "سرت الليبية" وبالرغم من تصريحات امين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى والتؤ أكد فيها ان المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وصلت الى طريق مسدود بسبب العنجهية والصلف الإسرائيلي الا ان محمود عباس يجوب الدول العربية وغيرها من أجل العودة الى المفاوضات المباشرة مع العدو الصهيوني مما وضع الفلسطينيين ومعظم العرب في حيرة من أمرهم وهم يتساءلون وبصوت مرتفع ما الذي يسعر اليه محمود عباس ومن يسير معه والى جانبه وخلفه من اصحاب المصالح التي تتوفر لهم من خلال التصاقهم بالعدو الإسرائيلي .
الحقيقة التي بدأت خيوطها تتكشف ان كل ما يجري على الساحة الفلسطينية يصب في صالح إسرائيل وأنه لااحدمن الفلسطينيين او العرب حتى حلفاء امريكا وإسرائيل المقربين جدا من الإدارة الأمريكية وقادة الصهاينة في فتسطين يمكنه ان يتوقع وصول «سفينة السلام» إلى بر الأمان بما في ذلك المفاوض الفلسطيني.
والذين يعلمون ذلك هم فقط الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الخاص جورج ميتشيل .
وتؤكد مصادرمطلعة وخبيرة في مسيرة السلام في الشرق الأوسط سام باهو، مستشار الأعمال الأميركية الفلسطينية القاطن بمدينة البيرة بالضفة الغربية، إن هؤلاء الثلاثة يتحدون المحللين السياسيين عبر رفض الوضع الراهن، والإصرار على أن الجولة الأخيرة من محادثات السلام تحمل إمكانية التوصل إلى اتفاق يحل الصراع. وهو يعرب عن قلقه من صحة توقعهم لإبرام اتفاق إذ ان ثقته في احتمال إنهاء الصراع محدودة، أما الأسباب فهي كثيرة ومنها إهمال القانون الدولي وطغيان منطق القوة على العدل واستمرار تجاهل المجتمع الدولي لالتزاماته تجاه الشعب الفلسطيني المحتل.
المفاوض الفلسطيني عبر عن يأسه منذ الجلسة الأولى للمحادثات، لذلك رأيناه يتمسك بفكرة وقفها إذا ما أصرت إسرائيل على مواصلة الاستيطان بعد انتهاء فترة التجميد.الآن وقد انتهت فترة التجميد هذه، وأعلنت إسرائيل إطلاق عمليات البناء، وبإلرغم من ذلك لم يصدر عن السلطة الفلسطينية مواقف واضحة تحدد من خلالها ما تريد فعله او تحقيقه ، وجاءت جميع مواقفها من التصرفات والقرارات الإسرائيلية المعطلة لعملية السلام مبهمة لا معنى لها على الإطلاق .
يفسر عدد من القيادات الفلسطينية الرافضة لإجراء المفاوضات الفلسطينية مع حكومة نتنياهو التي حكمت عليها مسبقا بالفشل ، وتؤكد هذه القيادات ان محمود عباس لم يزل يأمل بالحصول، مرة أخرى، على مظلة عربية تسمح باستئناف المفاوضات مع تواصل عمليات توسيع المستوطناتفهو لايزال يتنقل من بلد عربي الى آخر لإقناع بعض هذه الدول مساندته ومنحه فرصة جديدة للعودة الى إستئناف المفاوضات مع حكومة نتنياهو التي تراوغ من أجل كسب المزيد من الوقت لإنجاز مخططاتها في تهويد القدس الشرقية وتوسيع الإستيطان سواء من خلال توسيع المستوطنات الحالية او من خلال بناء متوطنات جديدخ على حساب الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتله ،
ترى ما الذي يدفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعوانه الى التشبث بإستمرار مفاوضات حكم عليها هو شخصيا وتنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية ومعظم اعضاء المجلس المركزي لحركة فتح بأنها مفاوضات فاشلة ، وهم يعلمون جيدا انهم إذا لن يتمكنوا من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تغليب الأهداف الوطنية على سواها فلن يتمكنوا من الإمساك بزمام الأمور وترتيب الأوراق الرابحة في مواجهة الأوراق الإسرائيلية الضاغطة وما أكثرها ، وخاصة إنها تتمترس بجميع قواها وأحزابها وتنظيماتها اهدافها المرسومه . سؤاليبقى مطروحا الى ان يجيب عليه الرئيس ابو مازن . فهل سنعرف الجواب قريبا ام لا ؟