الأردن بين إرثين!

تم نشره الإثنين 08 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 07:58 صباحاً
الأردن بين إرثين!
ماهر ابوطير

التقديرات تقول ان سبعين مليوناً من الدنانير انفقها المرشحون على حملاتهم الانتخابية ، والرقم غير دقيق ، لانه يؤشر على فترة الاسابيع الماضية فقط.

هناك من انفق مبالغ هائلة على مدى السنوات الماضية ، تمهيداً لهذه المرحلة ، سواء من النواب السابقين ، او الطامعين بالنيابة ، واذا تمت حسبة الانتخابات بهذه الطريقة فان المبالغ تصل الى ارقام فلكية جداً.

في مدينة ما وفي اوقات المساء ، مررت من شارعها الرئيسي واذ بالمقرات الانتخابية المتجاورة تحشد الالاف ، وكل مقر يقدم طعام العشاء ، والالاف يقفون لتناول المناسف ، ولا تعرف ما هي علاقة المناسف بالتصويت ، او عمق دلالتها بشأن كرم المرشح وحنوه.

من الطبيعي بعد انفاق هذه المبالغ على شكل مساعدات نقدية ، او عبر شراء الاصوات ، او مآدب الطعام ، ان يدير النائب ظهره للناس بعد ان يصل الى مجلس النواب ، لانه دفع كلفة التصويت ، سواء خلال هذه الفترة او على مدى سنوات.

قلة من النواب تبقى ملتزمة تجاه الناس ، واغلب النواب للاسف الشديد ، يعتبرون ان الناخبين اجراء حصلوا على ثمنهم ، خلال الحملات الانتخابية او ما قبل ذلك ، والناخب الذي يقبل هكذا معادلة عليه ان لا يلوم النائب الذي ينقلب عليه لاحقاً.

اياً كان الذي سيفوز او سيفشل ، فان ما هو مهم امر واحد فقط ، هو عدم حدوث عنف يوم الاقتراع ، على يد المرشحين وانصارهم ، او بعد الفرز ، لان العنف سيعبر عن مدى ضحالة كثيرين ، وسيعبر ايضاً عن اكاذيب هذا المرشح او ذاك ، في شعاراته.

فورات الغضب مؤكدة لان الانفاق المالي عنصر بارز في الموضوع ، فمن انفق مبالغ مالية كبيرة ، او باع ارضه ، او توسل الناس واصواتهم ، فلن يحتمل الخسارة وسينتقم من الجميع ، والذي فاز سيجد من يسعى الى افساد فوزه.

من المعيب ان تحدث اي مواجهات ، والنائب بحاجة الى سنين حتى يسترد سمعته الاساسية ، غير ان سمعة كثيرين سوف تنكشف يوم الثلاثاء وما يليه من ايام ، اذا مارس سلوكاً معيباً يمس الاستقرار العام ، واذا اخرج سلاحه واطلق النار غاضبا ، او محتفلا.

نضع ايدينا على قلوبنا ، من نفر يخطط ليوم عصيب ، وهؤلاء تحديداً ، يريدون احياء يوم التاسع من تشرين الثاني على طريقتهم ، بحيث يكونون انصاراً للزرقاوي ، قبل ان يكونوا انصاراً لاستقرار البلد ومن فيه.

الذي لن ينجح عليه ان يتذكر ان احداً لم يجبره على الترشح ، ولا على دفع كلفة الترشح ، فان لم يفز ، عليه ان يحمل يافطاته وصوره وشعاراته ويعود الى بيته ويأخذ حماماً ساخناً ، ويلوذ بالعبر من تجربته.

البلد ليس من "ارث الوالد" لهذا المرشح او ذاك ، وعلى هذا ليس من حق من سيفشل حرقه او هزه بردود فعل صبيانية ، فيما "ارث الوالد" الحقيقي من مال وعقار وعلاقات ، فقد تم انفاقه وتبديده من اجل شراء الوجاهة عبر موقع نيابي ، بقرار ذاتي وشخصي.

الاردن قبلهم جميعاً ، وبعدهم جميعاً ، اليس كذلك؟. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات