مكسيم خليل: لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة!

تم نشره الأربعاء 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 08:59 مساءً
مكسيم خليل: لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة!
مكسيم خليل

المدينة نيوز :- نشر الفنان مكسيم خليل رسالة طويلة عبر حسابه الشخصي على فايسبوك، كتب فيها عن المشاعر المتناقضة التي يعيشها كشخص سوري، حين يشاهد المنتخب السوري يلعب المباراة، فقال مكسيم أنه أراد للمنتخب ان يربح لكي يرى الشعب السوري سعيد لكنه في الوقت عينه اراد له أن يخسر كي لا ينسى الشعب ما حصل طوال 7 سنوات، فكتب:

(شيزفرونيا في حضرة العارضة)

عنوان يحمل في جوانبه ذاك العبث الذي يتلاعب بِنَا تراجيدياً. و كوميدياً بشقيها السوداوي و التهريجي..

قد يسخف البعض العنوان و قد يغضب البعض الاخر..

لكني لم أكن اتخيل يوماً ان حدث ارتطام كرة في عارضة..

سيجعلني ارتطم بعد سقوط حر دام سنوات.. ارتطم بين جدران ضمائر منها من مات ومنها مِن يعتقد انه على قيد الحياة ..حدث ماكان لينقصني حتى يكتمل ذاك الانفصام

..ذاك الشرخ ..ذاك الجنون..

بأجزاء من الثانية مر شريط حياة كاملة ..رأيت نفسي واقفا على الشباك المطل على ارض الديار ..اهتف بين اهلي للبرازيل التي طالما مثلتنا في كأس العالم .. وانتصرنا وانهزمنا من خلالها.. مروراً بتلك الأيام التي كنّا نساند

منتخبنا على امل تأهل لم يكن ليكتمل يوماً..

كان سريعاً جداً ..يحمل في داخله مشاعر متضاربة ..

وأسئلة وجودية ممزوجةً بعناية الهية يصعب على احد فهمها او حتى إدراكها ..

تحمل حزنا غلفه فرح غلفه حزن غلفه فرح ليغلفه حزن ..

وضميرا قتله اللا ضمير و لاضميرا قتله ضمير..

تتلاحق فيه الانفاس وتتناسب عكسا مع ضربات قلب كاد يخرج من مكانه ببطء..ليحملني الى نفق عبره كثيرون قبلي .. برغبة او بدون رغبة ..بذنب او بدون ذنب .. سواد قاتم لاينتهي ..لا بياض هنا .. ولا شي سوى السواد ووقفت انتظر ذاك اللقاء.. لأعترف ..

نعم اردتهم ان ينتصرو .. بكل سوريتي اردتهم ان يربحوا ..

أردت سماع ذاك الهدير" سوريا ..سوريا" يعبر القارات بحنجرتي..

أردت لذلك الطفل العابر في تلك الشوارع ان ينتصر..

أردت للعائلة المتسمرة حول الشاشة ان تنتصر ...

أردت لمن عاش سنوات من الفقر والخوف والذل ان ينتصر..

لذاك الموظف.. لذاك الفلاح ...لذاك العامل ..

يحق للشعوب ان تنتصر لشيء .. يحق للشعوب ان تفرح..

يحق للشعوب ان تعيش على امل ما ..يحق لنا ان نحقق حلماً ما... فكثيرون خسروا احلاماً..يحق لنا.. نعم يحق "لنا"..

فدمي سوري ..دمي سوري..دمي سوري..

ولذا اعترف اني خفت هذا الفوز..

نعم خفت ان يربحوا..فتفرح دمشق على احزان وركام دير الزُّور وادلب وكل المدن السورية المنكوبة..مدينة مدينة..

خفت ان يربحوا فيفرح أولائك الذين نسيوا زكي كورديللو وعدنان الزراعي وكل المغيبين قسرا من فنانين و رياضيين وغيرهم ممن شاركتهم دمي وجيناتي و تاريخي..

خفت "الشكر والشكور" لراعٍ لم يعرف من الرعاية سوى العصى ..خفت الامتنان المتأصل في الجينات..القادم من فراغ العبث والمنتقل بعدوى الخوف.. فيحملنا الى ذاك السرداب الظالم الذي طالما فرقنا واستغل اي انتصار ليحوله لنصر الهي لحق فصل بمقاساتنا.

ويعيدنا للصفر..

لم أتمنى الفرح لسوريين تمنوا الموت لسوريين اخرين وزرعوا مدنهم بطاطا ..لم أودّ ان تؤرق هتافاتهم المترافقة بالالقاب والكنى..تلك المقابر الجماعية و ارواح مئات الالاف من اهلي في كل بقع وطن بات أهله يشجعون منتخبه من الغربة..

فدمي سوري ..دمي سوري ...دمي سوري..

لأجل سوريتي أردت لهم الفوز .. لأجل سوريتي أردت لهم الهزيمة ..

فاعذرو خيانتي أيها "السوريتين" ..



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات