حفلة.. والمناسبة طلاق

تم نشره الخميس 12 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 06:59 مساءً
حفلة.. والمناسبة طلاق
تعبيرية

المدينة نيوز : - وقف الزوج الثلاثيني أمام مكتب التسويات التابع لمحكمة الأسرة يطلب إعادة النظر في النفقة التي يدفعها لطليقته لأنها ببساطة أهانته بفلوسه.. والواقعة كما نشرتها الصحف لسيدة شابة حصلت علي الطلاق بعد فترة طويلة من التقاضي في المحاكم، وبعد ست سنوات زواج أثمرت طفلا وحيدا

 

.. هذه السيدة وبعد أن حصلت علي الطلاق أخيرا أقامت حفلا كبيرا لطلاقها دعت فيه جميع أصدقائها وسكان شارعها، ولم تكتف بذلك بل أرسلت دعوة الحفل لطليقها علي مقر عمله، وهو ما اعتبره الزوج إهانة كبيرة، أولا لأنها تحتفل بطلاقها منه، وثانيا لأنها أقامت الحفل بفلوس النفقة الشهرية التي يرسلها بانتظام لابنه كما ادعي.

لماذا تلجأ المرأة للاحتفال بطلاقها، في حين أن أخريات يعتبرنه نهاية العالم بالنسبة لهن، ويبقي ذكري مؤلمة ونهاية سيئة لأحلام الشباب والصبا، خاصة إذا كان لدي المرأة أطفال؟ وهل المرأة التي تحتفل بطلاقها قوية فعلا أم أنها تتظاهر بذلك؟ فمنذ فترة ليست طويلة بدأنا نسمع عن حفلات الخلع والطلاق التي تقيمها الزوجات احتفالا بحصولهن علي الطلاق.. أحيانا كتعبير حقيقي عن السعادة، وأحيانا كنوع من الانتقام و«كيد النسا» نكاية في الرجال الذين أجبروا علي الطلاق.

تقول شيماء عبد المنعم.. شابة سكندرية تحكي قائلة: تزوجته سبع سنوات تعرضت فيها لأسوأ أنواع المعاملة والغيرة المرضية والقاتلة: وكنت أتحمل من أجل ابنتي التي لا ذنب لها..ثم طلبت الطلاق فرفض طوال ست سنوات لاحقة، وهددني بكل الوسائل، فكنت فيها أسيرة وأشعر أن حياتي انتهت، وأخيرا بعد أن حصلت علي الخلع كنت بالفعل سعيدة، وأردت أن احتفل بحياتي الجديدة وأبدأ صفحة جديدة بدونه.. شيماء أقامت حفلا كبيرا في منزلها، ودعت جميع صديقاتها وجهزت الشربات الأحمر وتورتة كبيرة مكتوبا عليها «هم وانزاح». ارتدت فستان «سواريه» احتفالا بالمناسبة، ونشرت صورتها علي «الفيسبوك».. وبالطبع تعرضت لانتقادات حادة من رواد «السوشيال ميديا» باعتبارها تروج لمبادئ هدامة لكنها ما زالت متأكدة أن حصولها علي الخلع كان أجمل شئ حصل في حياتها منذ سنوات..

وتضيف: لم يكن هدفي إغاظة طليقي بالعكس كنت احتفل مع صديقاتي ببدء صفحة جديدة من حياتي واستنشاق عبير الحرية، بعيدا عن الكبت وحرقة الأعصاب التي عشتها سنين طويلة. ونصيحتها لكل امرأة: حولي المحنة إلي منحة، والتعاسة إلي سعادة..

أما سامية فهي سيدة من حي راق تحملت زواجا سيئا ـ كما تقول ـ لمدة 25 عاما بالتمام والكمال، عاما وراء عام كنت أعاني وأتألم وأتحمل من أجل أبنائي، ولما كبروا طلبت الطلاق.

ووقف أبنائي إلي جانب والدهم واعتبروا إنني سأفرق شمل العائلة وسأفضحهم أمام الناس، ونسوا أنني تحملت من أجلهم حتي كبروا ومن حقي أن أتخلص من زواج يدمرني.. وتقول يوم أن تسلمت ورقة طلاقي كان رد فعلي هو «زغرودة علي السلم» كم كنت فعلا سعيدة ودعوت صديقاتي للاحتفال وأحضرنا «تورتة» ووردا وزينة..

لا تعتبر سامية نفسها خارجة عن المألوف أو أن ما تفعله هدم لثوابت المجتمع، فالهدم من وجهة نظرها هو تحمل المرأة لرجل لا تطيقه من أجل أي شىء واستمرار مثل هذا الزواج هو الخراب بعينه.ولا تنكر أنها كانت تريد أن يعرف طليقها أنها أقامت حفلا للخلاص منه لمضايقته وتقول: طليقي هددني بحرماني من جميع حقوقي، وقال لي حرفيا إنني لن أستطيع أن أعيش دون فلوسه وسأعود نادمة لكني كنت واثقة من قراري وتمنيت أن تصل الرسالة إليه: أنا سعيدة لأنني تخلصت منك.

هناك من يري أن احتفال المرأة بالطلاق نتاج سنوات من القهر الزوجي والمعاناة التي عاشتها في تعاسة مهضومة الحقوق، قد تكون مناسبة تستحق الفرح والاحتفال فعلا كما تقول د.نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع وتضيف: المجتمع مازال يستغرب من المرأة التي تتجاوز محنة طلاقها في سهولة، فالمجتمع دائما ما يحمل المرأة سبب الطلاق وإنها لم تكن «ست شاطرة» كي تحافظ علي بيتها، وإنه كان بإمكانها الاحتمال أكثر، وحتي لو كانت هي المظلومة، فنظرة المجتمع للمطلقة نظرة دونية.

والصورة النمطية للمطلقة أنها لابد أن تحاول أن تختبئ عن الآخرين أو تخفي خبر طلاقها. وبالتالي فالمرأة التي تحتفل بطلاقها تتحدي كل هذه النظريات وبالتالي هي امراة خارجة عن المألوف تحت مفهوم «وإذا بليتم فاستتروا»..

وفقا للإحصائيات، مصر الأولي علي مستوي العالم في حالات الطلاق، وذلك من خلال الإحصائيات التي أجراها مركز معلومات دعم اتخاذ القرار، حيث ارتفعت نسبة حالات الطلاق من 7% لتصل إلي نسبة 40% في الأعوام الخمسين الأخيرة فقط. وهو ما يعني أن هذه المشاهد ستتكرر وستزيد وتيرتها

فلم يعد طلاق المرأة أمرا عجبا، والرجل الذي يرفض طلاق زوجته عندما تطلبه يستحق أن تقيم الزوجة احتفالا بالخلاص منه.

 

الاهرام 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات