زفير التخلف !!

تم نشره الأربعاء 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 12:54 صباحاً
زفير التخلف !!
خيري منصور

يكتب بعض العرب عن التخلف في بلادهم كما لو انهم مستشرقون، وتشغلهم الارقام والاحصاءات عن متوسط الدخل ومتوسط العمر ونسبة الامية، وهم ليسوا بحاجة الى كل ذلك رغم ضروراته الاكاديمية، اذ يكفي لواحد من هؤلاء ان يفتح نافذة الغرفة التي يكتب فيها حتى يلفحه زفير التخلف وهو زفير دونه زفير الضباع؛ لأن التخلف ليس موضعيا او بقعة هنا واخرى هناك، انه مبثوث في النسيج كله، وفي تفاصيل الحياة اليومية من الاستيقاظ حتى النوم، ولأن زفير التخلف سام؛ فالناس يستيقظون بعيون نصف مفتوحة ويستمر التثاؤب حتى الغروب، اما النوم فلا استغراق فيه؛ لأنه دائما على موعد مع الكوابيس.
ان فحص عينة من التخلف يكفي للتأكد من ان اعراضه هي الانيميا الجسدية والذهنية، وضعف المناعة وسرعة العدوى، ويغفل هؤلاء الفقهاء مسألة بالغة الاهمية هي ان للتخلف كما التقدم قوانين نمو وتراكم وهو ليس متجانسا بين مجتمع وآخر، فهناك في العالم من يصفون الانسان بالتخلف اذا بصق على الرصيف او رمى علبة سجائر فارغة او ورقة من نافذة السيارة، وبالمقابل هناك من يلعنون التخلف علانية ويمارسونه سرا، فهم رغم حفظهم للقوانين يلجأون الى التقاليد والاعراف.
ورغم عشقهم للنساء يئدون بناتهم وشقيقاتهم ثقافيا وانسانيا، فالوأد ليس جاهليا فقط او جسديا، وقد يكون الوأد المعنوي هو الاكثر فظاعة وفظاظة؛ لأنه يسجن الكائن داخل جسده ويعيش حياته في زنزانة من لحم وعظم!.
التخلف خصوصا في عالمنا العربي ليس نادرا او يتطلب البحث عنه بالمجهر، انه ماثل بكامل رائحته وقسوته الوحشية في الشارع وعند اشارات المرور وفي طوابير الكاز والخبز عندما تكون هناك ازمات!
والهروب من التخلف كما هو في الواقع الى الارقام والمقاربات الاحصائية به قدر كبير من التجريد ومحاولة تبرئة الذات من حصتها منه.
والمفارقة هي ان تكون بعض الكتابات عن التخلف متخلفة، ففاقد الشيء لا يعطيه ولن يعطيه على الاطلاق!!.

الدستور 2017-10-18



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات