المجلس الاقتصادي والاقتراض

تم نشره الخميس 19 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 12:36 صباحاً
المجلس الاقتصادي والاقتراض
فهد الفانك

تقرر دراسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن الاقتراض مسموح به فقط للاستثمار في تعزيز مشاريع البنية التحتية وليس لتمويل النفقات الجارية.

لو راجعنا أرقام الموازنة العامة للتسعة أشهر الاولى من هذه السنة ، لوجدنا أن الإيرادات المحلية تبلغ حوالي 98% من النفقات الجارية ، ومعنى ذلك أن توصية المجلس معمول بها.

ليس الاقتراض فقط كما يقول المجلس بل أيضاً المنح الخارجية يجب أن تذهب إلى النفقات الرأسمالية. هذا هو الوضع الطبيعي. ولكن الاقتراض يظل لازماً لتسديد أقساط وفوائد القروض السابقة إلى جانب النفقات الرأسمالية.

يجب أن نكون واقعيين ، فالاقتراض يتم لتميكن الحكومة من دفع التزاماتها المستحقة سواء جاءت نتيجة نفقات جارية أو رأسمالية.

ثم ما الخطأ في تمويل النفقات الجارية بالقروض أو بغيرها إذا كانت السيولة المتوفرة في الخزينة لا تكفي لدفع الرواتب أو الإيجارات أو الفوائد المستحقة على القروض السابقة.

إذا كانت هناك حاجة لتمويل النفقات الجارية ، وكانت الإيرادات المحلية غير كافية ، فماذا يفعل وزير المالية غير أن يقترض لتمويل نفقات جارية لا تقبل التخفيض.

قد يكون حل هذه المعضلة في تخفيض الإنفاق العام حتى لا نحتاج للاقتراض، ولكن المجلس، في مكان آخر من تقريره ، يطالب بزيادة الإنفاق العام لتحقيق النمو، فمن أين تأتي وزارة المالية بالمال لزيادة الإنفاق وهي عاجزة عن مواجهة الوضع الراهن.

ما تطالب به دراسة المجلس من الامتناع عن تمويل النفقات الجارية ممكن فقط إذا تم تخفيض النفقات الجارية، وهذا مطلب يدخل في باب التمنيات.

وهنا نقف أمام الاقتراض الذي تم إنفاقـه على البنية التحتية ، فكيف يمكن تسديده ، خاصة وأن فوائده تشكل إضافة للنفقات الجارية.

ما يقترحه المجلس من تخصيص القروض والمنح لتمويل مشاريع البنية التحتية هو الوضع المثالي الذي لا يسمح به واقع الاقتصاد الأردني والمالية العامة.

لنكن صريحين ونعترف بالحقيقة مهما كانت مرة ، فالواقع أن أولوية الدفع من موارد محدودة تذهب عادة للنفقات الجارية غير القابلة للتأجيل ، وما يتوفر لدى الخزينة من سيولة يجب أن يدفع الرواتب العادية ورواتب التقاعد وإيجارات المكاتب وفوائد القروض المحلية والأجنبية ومخصصات الجيش والأجهزة الامنية وبعد ذلك ينظر في تمويل مشاريع رأسمالية مثل الباص السريع والمفاعل النووي!!.

نعم ، عندما يحاول وزير المالية أن يختصر المدفوعات لعدم توفر السيولة فإن أول ما يرد إلى الذهن هو تأجيل المشاريع وليس تأجيل دفع الرواتب!.

الراي  2017-10-19



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات