عن اليوم الانتخابي الطويل

تم نشره الأربعاء 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 06:55 صباحاً
عن اليوم الانتخابي الطويل
عريب الرنتاوي

لم تكن نسبة الاقتراع قد بلغت حاجز الخمسين بالمائة عند كتابة هذه السطور (الرابعة بعد الظهر) ، ومن الطبيعي أن نتائج عمليات الفرز ، لم تكن قد بدأت بالظهور ، وكذا الأمر بالنسبة لتقارير المراقبين والراصدين والمشاهدين الأردنيين والدوليين ، لذا سنرجئ البحث في كل هذه العناوين المهمة ، إلى قادمات الأيام والمقالات ، وسنكتفي هنا بالاعتراف أننا نحن - المجتمع - من سقط أو كاد يسقط في "يوم الاختبار العظيم" ، بعد أن تميز اليوم بالانتخابي ، بتطاول بعض المرشحين وممثليهم ، على مراكز الاقتراع ورجال الأمن والمواطنين من مؤيدي المرشحين المنافسين.

يا الله، من أين يأتي هؤلاء بكل هذه الجرأة والدافعية للتطاول على القانون والنظام العام ، وفي لحظة شديدة الدقة والحساسية كلحظة الانتخاب.

يا الله، أية تربية وأية ثقافة وأية أنماط حياتية ، تجعل "الواحد" من هؤلاء قادراً على استلال سكين أو تأبط "بلطة" أو إشهار "قنوة" وكل ما يقع تحت يديه من أدوات حادة وسلاح أبيض (أسود بالأحرى) للهجوم على جموع الناخبين لمنعهم من الإدلاء بأصواتهم أو لإجبارهم على التصويت بعكس إرادتهم ، أي قانون يسعى هؤلاء لفرضه علينا بقوة البلطة والقنوة؟.

وكيف يمكن لمترشح أن يندفع لترتيب هجوم على صندوق اقتراع بهدف سرقته والعبث بمحتوياته ، وما الذي دار في خلد الرجل وهو يفعل ذلك ، هل ظن أن بمقدوره أن يملأه بما شاء من أوراق ، ومن أين سيأتي بالأوراق التي سيودعها الصندوق ، وهل ظن بأنه سيفلت بفعلته ، هل أراد "التعطيل" على منافسيه ، هل توقع أن يجد مفاجأة ، ما الذي حرك هذا المواطن وصحبه ، لفعل فعلته ، أو بالأحرى للتفكير والتخطيط لمقارفة محاولة من هذا النوع.

قبل أسابيع ، قرأت مقالاً لأحد الزملاء في الصحف المحلية ، لم أعد أذكر من هو ، يتساءل فيها عن "سر جرأة" بعض المترشحين الذين قرروا خوض غمار الانتخابات من دون أن يتوفروا على أي تأهيل من أي نوع ، إنها فعلا الجرأة على "قبة البرلمان" ومكانتها وهيبتها ، عندما يظن أي مواطن أنه مؤهل للجلوس تحت القبة ، طالما أن كل ما يحتاجه ، مبلغ من المال ، بصرف النظر عن مصدره ، إجماع أو نصف إجماعي عشائري أو حمائلي. أتفق مع الزميل على أنها جرأة تعكس تراجع هيبة البرلمان ومكانته.

ولكن الجرأة التي أظهرها بعض المترشحين وأنصارهم في يوم الانتخاب ، هي جرأة ما بعدها جرأة ، وتطاول ما بعده تطاول ، جرأة وتطاول.

لقد تساءلنا بالأمس ، عن الكيفية التي سنتجاز فيها "يوم الاختبار العظيم" ، حكومة وأحزابا ومترشحين وناخبين ومقاطعين ومواطنين ، ويبدو أننا اليوم في وضع يمكننا من الحكم بالإخفاق على إداء البعض من مجتمعنا ، تميز سلوكه بالعنف غير المبرر ، والهمجية "الضاربة أطنابها" ، وسنذهب في الأيام المقبلة ، إلى تحليل الكيفية التي اجتازت بها بقية الأطراف ، هذا الامتحان الدستوري.

لدينا انطباعات عن مجرى العملية الانتخابية ، وأداء الحكومة في أثنائها ، وهو انطباع إيجابي في الغالب الأعم ، فالإجراءات كانت سلسلة ، ولم نعرف - حتى الآن - عن أية انتهاكات تذكر ، وسننتظر تقارير المراقبين لنصدر حكمنا كمراقبين أفراد ، لكن المؤشرات الأولى تدفع للاعتقاد بأننا كنا أمام يوم انتخابي سلس.

ولدينا انطباع آخر ، يسجل لصالح المقاطعين ، الذين أظهروا قدراً من التحضر في التعبير عن موقفهم الرافض للمشاركة في العملية الانتخابية ، فلم يسجل أن حزباً أو جماعة مقاطعة ، حاولت تعطيل سير العملية الانتخابية أو منع المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري.

هي انطباعات سريعة ، عن يوم انتخابي طويل ، لنا عودة مع كل "مفردة" منها ، في الأيام القليلة المقبلة .

( الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات