وميض في الرماد !!!

تم نشره الأحد 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2017 12:51 صباحاً
وميض في الرماد !!!
خيري منصور

حين كتب ابن سيار الى الخليفة يقول له:
ارى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك ان يكون له ضِرام 
كان قد شم رائحة عن بُعد، وادرك ان القادم اسوأ تماما كما ابصرت زرقاء اليمامة عن بعد غزاة يختفون تحت اغصان الشجر!
فأين ابن سيار الان ؟ والى اية عاصمة سيرسل برقيته الشعرية المشحونة بالنذير ؟ واين هن زرقاوات اليمامة والشام والكنانة ليرين عن بُعد غزاة يتصور العميان انهم اشجار تمشي.
المثقف العربي الان باستثناءات تؤكد القاعدة القصديرية لا الذهبية، مستغرق في شجونه الصغرى، ومشتبك مع الرغيف والمأوى وقسط المدرسة وعلاج الام من امراض مزمنة، ولا وقت لديه كي يتخطى الدائرة الصغرى التي لا تزيد عن نقطة حبر سقطت سهوا من قلم غير محكم الاغلاق، كي يتساءل عن مصائر احفاده؛ لأنه مشغول بالابناء فقط، وقد يردد بينه وبين نفسه في لحظة يأس ليأت من بعدنا الطوفان!
اننا رهائن لتربويات مضادة لكل ما هو عام ومستقبلي، فالامثال والمواعظ المتداولة شفويا تشحذ الانانية حتى التوحش، وتحول الافراد رغم تقاربهم المكاني الى جُزر متباعدة لا تصل بينها حتى القوارب الشراعية!
ومن صدّق الموعظة الخرقاء القائلة ما حكّ جلدك مثل ظفرك سيكتشف بعد فوات الاوان ان اظافره منزوعة، وظهره العاري هدف سهل لكل السياط!
اننا كعرب ندفع الان ثمن ما رضعناه من ثقافة تتأسس تعاليمها على ان الفرد محور الكون وان الاخرين اما اعداء او مشاريع اعداء، لهذا كثرت الامثال والمقولات المتداولة عن الرّيبة والاحتراز المفرط .
ومن قالوا لنا ونحن اطفال ان آخرة الاخوة ان يكونوا جيرانا اخفوا عنا النصف الثاني من هذه المقولة، وهي ان آخرة ابناء العم والخال ان يكونوا اعداء، وهذا ما يفسر التآكل كبديل ادنى للتكامل، وما افرزته تربويات النميمة والشماتة والتلصص من ثقوب الابواب كان انكى واشد تنكيلا من السم الزعاف !
ولو شئت ان اختتم بمثال فليكن عن خروفين يشتبكان على عشبة في الطابور امام المسلخ!!

الدستور 2017-10-22

 

 


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات