"تمكين اللاجئين".. التوقيت غريب

فاجأنا المجلس الاقتصادي والاجتماعي بحديثه عن تمكين اللاجئين السوريين في مجال العمل ودمجهم في نطاق الاقتصاد المنظم وليس الانتفاع.
الغريب اننا في الاردن يجب ان نكون اكثر حرصا على تشجيع اللاجئين على العودة الى ديارهم، وان الجميع مطالب بتسهيل ذلك، ولا سيما ان الواقع الانساني السوري بات مختلفا ومشجعا للعودة.
لكن لماذا يرى المجلس الاقتصادي الاجتماعي غير ذلك، هل لا زال يعوّل على تسهيلات قواعد المنشأ الموعودين بها من الاتحاد الاوروبي منذ مؤتمر لندن القديم.
تلك رهانات بائسة، فليس من مصلحة الاردن الاستمرار بالسير في سراب مخاوف الاوروبيين من لجوء السوريين لبلادهم؛ وبالتالي الاستجابة لوصفاتهم القائمة على تمكين اللاجئين وهضمهم في مجتمعاتنا.
الاتحاد الاوروبي يريد من الشركات الاردنية ان يكون 15% على الاقل من عمالها لاجئين سوريين، وترتفع النسبة الى 25% بالتدريج، ومن لا يلتزم لا يسمح له بالوصول للسوق الاوروبية.
علينا تجاهل كل ذلك الهراء، ورميه خلف ظهورنا، فعمالتنا الجالسة في دهاليز البطالة والبالغة 18% اولى بالعمل واجدى نفعا اقتصاديا لنا.
اما اللاجئون السوريون المرحب فيهم بالامس واليوم وغدا، فواجبنا الانساني والوطني والقومي تجاههم يجب ان يكون بتسهيل عملية عودتهم لديارهم، حفاظا على تركيبة سوريا والاردن معا.
يجب ان نسقط من حساباتنا وادبياتنا مصطلحات التمكين والهضم والدمج، فهذه وان كانت في ظاهرها انسانية، الا انها لعنة سياسية ووطنية يجب تفاديها مهما كانت الكلف.
ايتها المؤسسات المحترمة، كالمجلس الاقتصادي والاجتماعي، نذكركم ان الحاجة الاقتصادية لا تعني تقديم تنازلات خطيرة تمس هويتنا، فتلك معركة لا نقبل فيها الا الثبات.

السبيل 2017-10-23