فلسطين التاريخية المتخيلة
تم نشره السبت 13 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 07:57 صباحاً

موفق محادين
فلسطين المعاصرة, قضية كل العرب بل وكل العالم الحر حقا, ومن المشين والمزري وعدم الاخلاق والانحطاط ان يقف احد مع العصابات اليهودية التي تحتل ارض فلسطين العربية منذ عام 1948 وان لا يتعاطف مع اهلها العرب الذين ورثوها ابا عن جد منذ الاف السنين, ناهيك عن ان العصابات اليهودية شكلت في هذا البلد العربي اخطر ثكنة عسكرية عدوانية في خدمة المصالح الرأسمالية للاستعمارين, البريطاني القديم ثم الامريكي الجديد, مرة على طريق شركة الهند الشرقية البريطانية من آسيا الوسطى الى السويس, ومرة على طريق شركات النفط الامريكية...
هذه الحقيقة المعاصرة التي يختلط فيها الحق السياسي مع الوجدان الانساني والقومي, لا يجوز مدها او العودة بها خارج القرن العشرين والعقود الاولى من القرن الحالي, فذلك ما اخترعه العقل اليهودي لتبرير مشروعه الوظيفي العدواني واضفاء طابع تاريخي مزعوم وموهوم عليه.
ان الحديث عن فلسطين الحالية بأثر تاريخي رجعي, ليس حديثا عربيا كما قلنا فقبل ظهور المشاريع اليهودية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم يتحدث احد عن فلسطين التاريخية المتخيلة كما عرفها العالم لاحقا, بل ان حدود فلسطين الحالية مضافا حسب المشاريع اليهودية المذكورة المنطقة الواقعة بين غرب السكة والنهر, هي حدود رسمتها خارطة حاخام يهودي مريض, هو الحاخام ايزاكس, فصارت هذه الخارطة مرجعية معتمدة لكل الموسوعات والاطالس وانزلق عرب وفلسطينيون كثيرون الى هذه اللعبة التي صممها اليهود لاختلاق تاريخ خاص وجغرافيا خاصة لفلسطين مقتطعة من جغرافيا وتاريخ الامة وخاصة قلبها السوري او ما يعرف ببلاد الشام.
وقد لا يعرف البعض ان جماعات واحزاب الصهيونية الاولى غالبا ما قدمت نفسها كأحزاب او جماعات فلسطينية لا يهودية.. كما قد لا يعرف البعض ان المناضلين الفلسطينيين الاوائل كانوا يحذرون من التركيز على الاسم الفلسطيني انطلاقا من التوظيفات اليهودية المذكورة, بل ان هؤلاء المناضلين وخلال المؤتمر العربي الاول في القدس عام 1919 اتهموا احد المشاركين الذي دعا الى اضافة اسم فلسطين الى المؤتمر, بالعمالة للمندوب السامي البريطاني والحركة الصهيونية, وظلوا يتعاملون مع انفسهم ومع فلسطين نفسها كجزء من سوريا الجنوبية, وقد تكرر الامر نفسه مع نشطاء شرق الاردن الذين اعتبروا انفسهم جزءا من سوريا الداخلية..
وبالعودة الى التاريخ فان فلسطين التاريخية فلسطين متخيلة, فالحضارة الكنعانية امتدت لكل سوريا الطبيعية وعندما ورد اسم فلسطين لاول مرة ورد كجزء من تقسيمات الاحتلال الروماني وبصورة عرضية لا طولانية, اما الفترة الاطول من التاريخ العربي لهذه المنطقة, فهي الفترة الاسلامية التي مرت بعدة محطات: محطة الفتح الاسلامي حيث قسمت فلسطين والاردن في اطار تقسيم كل سوريا فكانت فلسطين (جند فلسطين) تشمل جنوب الاردن وفلسطين وسيناء, فيما كان جند الاردن يشمل شمال فلسطين والجولان وجنوب لبنان..وكان (الجندان) جزءا من ولاية دمشق وظلت فلسطين والاردن مقسمة الى سناجق ومتصرفيات تابعة لهذه الولاية حتى عام ..1919
اما فيما يخص الاسم نفسه, فلسطين, فهو كما يذكر الباحث العراقي فاضل الربيعي مستمد من قبيله يمنية هي قبيله طي التي كانت تعبد الها وثنيا شكل مع اسم القبيلة اسم فلسطين (فلسطين طي). (العرب اليوم)
هذه الحقيقة المعاصرة التي يختلط فيها الحق السياسي مع الوجدان الانساني والقومي, لا يجوز مدها او العودة بها خارج القرن العشرين والعقود الاولى من القرن الحالي, فذلك ما اخترعه العقل اليهودي لتبرير مشروعه الوظيفي العدواني واضفاء طابع تاريخي مزعوم وموهوم عليه.
ان الحديث عن فلسطين الحالية بأثر تاريخي رجعي, ليس حديثا عربيا كما قلنا فقبل ظهور المشاريع اليهودية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم يتحدث احد عن فلسطين التاريخية المتخيلة كما عرفها العالم لاحقا, بل ان حدود فلسطين الحالية مضافا حسب المشاريع اليهودية المذكورة المنطقة الواقعة بين غرب السكة والنهر, هي حدود رسمتها خارطة حاخام يهودي مريض, هو الحاخام ايزاكس, فصارت هذه الخارطة مرجعية معتمدة لكل الموسوعات والاطالس وانزلق عرب وفلسطينيون كثيرون الى هذه اللعبة التي صممها اليهود لاختلاق تاريخ خاص وجغرافيا خاصة لفلسطين مقتطعة من جغرافيا وتاريخ الامة وخاصة قلبها السوري او ما يعرف ببلاد الشام.
وقد لا يعرف البعض ان جماعات واحزاب الصهيونية الاولى غالبا ما قدمت نفسها كأحزاب او جماعات فلسطينية لا يهودية.. كما قد لا يعرف البعض ان المناضلين الفلسطينيين الاوائل كانوا يحذرون من التركيز على الاسم الفلسطيني انطلاقا من التوظيفات اليهودية المذكورة, بل ان هؤلاء المناضلين وخلال المؤتمر العربي الاول في القدس عام 1919 اتهموا احد المشاركين الذي دعا الى اضافة اسم فلسطين الى المؤتمر, بالعمالة للمندوب السامي البريطاني والحركة الصهيونية, وظلوا يتعاملون مع انفسهم ومع فلسطين نفسها كجزء من سوريا الجنوبية, وقد تكرر الامر نفسه مع نشطاء شرق الاردن الذين اعتبروا انفسهم جزءا من سوريا الداخلية..
وبالعودة الى التاريخ فان فلسطين التاريخية فلسطين متخيلة, فالحضارة الكنعانية امتدت لكل سوريا الطبيعية وعندما ورد اسم فلسطين لاول مرة ورد كجزء من تقسيمات الاحتلال الروماني وبصورة عرضية لا طولانية, اما الفترة الاطول من التاريخ العربي لهذه المنطقة, فهي الفترة الاسلامية التي مرت بعدة محطات: محطة الفتح الاسلامي حيث قسمت فلسطين والاردن في اطار تقسيم كل سوريا فكانت فلسطين (جند فلسطين) تشمل جنوب الاردن وفلسطين وسيناء, فيما كان جند الاردن يشمل شمال فلسطين والجولان وجنوب لبنان..وكان (الجندان) جزءا من ولاية دمشق وظلت فلسطين والاردن مقسمة الى سناجق ومتصرفيات تابعة لهذه الولاية حتى عام ..1919
اما فيما يخص الاسم نفسه, فلسطين, فهو كما يذكر الباحث العراقي فاضل الربيعي مستمد من قبيله يمنية هي قبيله طي التي كانت تعبد الها وثنيا شكل مع اسم القبيلة اسم فلسطين (فلسطين طي). (العرب اليوم)