جلسة حوارية تبحث دور نهج التعليم الشمولي في التحول المجتمعي

المدينه نيوز:- موسى خليفات-قال وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز، ان هناك حاجة كبيرة للتعامل مع التحديات التي تواجه النظام التعليمي والفجوات الموجودة فيه، للوصول إلى النهضة الشمولية في التعليم، عبر إيجاد توازنات تحافظ على الموروث الثقافي ومتطلبات النهضة وفق رؤية حقيقية اساسها الحوار والتشاركية.
وأضاف الرزاز، ان الفجوات في نظامنا التعليمي منها ما هو سلبي وايجابي، وبخاصة ما يتعلق بتدريب المعلمين قبل الخدمة، ورياض الاطفال، والبيئة التعليمية في المدارس بسبب تداعيات ازمة اللجوء السوري.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدتها اليوم الخميس، مدرستا الاهلية للبنات والمطران للبنين بالشراكة مع مركز ترانسفورم للتنمية المتكاملة، حول التحول في التعليم بعنوان: "التحول المجتمعي من خلال نهج التعليم الشمولي".
وهدفت الجلسة التي شارك فيها نخبة من الخبراء والاكاديميين والمهتمين المحليين والعرب والاجانب من مختلف القطاعات، إلى الخروج بتوجهات جديدة في التعليم تحاكي حاجات الفرد والمجتمع، واستنباط مجموعة من الافكار المبتكرة والمبدعة، للوصول إلى خطة عملية واضحة تدعم النهج الشمولي في التعليم.
واكد وزير التربية والتعليم اهمية ان يكون المجتمع المحلي شريكا اساسيا في عملية التحول نحو التعليم الشمولي والثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، وبخاصة في مجال التكنولوجيا التي لم تعد هدفا وانما ركيزة اساسية في هذه الثورة.
وحول اولويات عمل الوزارة للمرحلة المقبلة، اوضح الدكتور الرزاز انها تسعى لاعادة تعريف مفهوم المواطنة الفاعلة والصالحة، وتعزيز مفهوم الانتماء لدى الطالب لمدرسته ومجتمعه، بحيث يصبح الطالب مشاركا في صنع القرار في المدرسة والمجتمع، ومنخرطا في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأشار إلى مشروع بصمة الذي جاء كمبادرة مشتركة، واهدافها في تعزيز السلوك الايجابي لدى الطلبة نحو مدارسهم ومجتمعهم ووطنهم، وتحصينهم ضد العديد من الظواهر السلبية.
وقال الدكتور الرزاز، ان الوزارة تتطلع إلى التوسع في هذا المشروع في السنوات المقبلة، لشمول المزيد من الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، والاستفادة من العديد من المبادرات الابداعية والخلاقة.
من جانبها، قالت المدير العام للمدرسة العين هيفاء النجار ان هذه الجلسة جاءت من إدراكنا للحاجة الملحة لمراجعة الانظمة النمطية الحالية في العملية التعليمية، وأهمية كسر عزلة النظام التعليمي عن المجتمع، وانطلاقا من إيماننا بحاجة الاردن والعالم العربي والعالم بشكل عام لتبني نظرة شمولية تنويرية في التعليم تخلق تغييراً جذرياً وحقيقياً في مجتمعاتنا.
وبينت النجار أن هذا الحوار المشترك، يشكل نقطة البداية لحركة وطنية برؤية واضحة وفهم عميق لواقعنا، من خلال تنسيق عمل القطاعات المختلفة في دعم التعليم الشمولي وتعزيزه كوسيلة لتحول وبناء المجتمع.
واوضحت ان التعليم الشامل هو التعليم الذي يتجاوز التركيز أحادي البعد على المعرفة والجانب الفكري للتعليم، بحيث يعالج جميع أبعاد حياة المتعلم سواء كانت روحية أو بدنية أو اجتماعية أو فكرية، ويسهم كذلك في اعداد الطلبة ليصبحوا صانعي تغيير ومبادرين في مجتمعاتهم.
بدورها، اشارت الرئيسة التنفيذية لاكاديمية الملكة رانيا للتنمية والعلوم هيفاء العطية، إلى الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي سلطت الضوء على الانظمة التعليمية المعقدة، والتي انطلقت من الرؤية الملكية في تطوير التعليم، ودمج محاور الاستراتيجية في مسيرة الطالب الذاتية.
ودعت العطية إلى دراسة ابعاد النهج الشمولي في التعليم، عبر تطوير منظومة التعليم الاساسي والثانوي والتعليم المهني والتقني، وصولا إلى سوق العمل، مبينة ان النظرة الشمولية بحاجة الى تخطيط استراتيجي لجودة التعليم والاخذ بعين الاعتبار ايجاد نهج ابتكاري، واشراك المعلمين واولولياء الامور باعتبارهم جزءا من النهج الشمولي.
وأشارت إلى اهمية التكنولوجيا في التعليم وتحسين حياة الفرد، مشيرة إلى جهود منصة ادراك في ايجاد حراك تعليمي من المصادر المفتوحة عبر المنصة واتاحة الفرصة للمتحدثين بغير العربية للاستفادة منها، مشيرة في هذا الاطار إلى ان 88 بالمئة من المتعلمين في العالم العربي قادرين على التعلم باللغة العربية فقط.
وتوقعت ان يكون ثلث المهارات مستحدثة وجديدة، في حين ان 65 بالمئة من الاطفال الذي يلتحقون بالمدارس الان، سيعملون في وظائف جديدة غير موجودة حاليا في عام 2030.
واعتبر مؤسس مركز ترانسفورم للتنمية المتكاملة البروفيسور الكسندر شيفر، ان قيمة التعليم الشمولي تكمن في معالجة التباينات والتنافر بين الفرد والمجتمع، لافتا الى ان التوجه نحو الشمولية في التعليم يجب ان يمر بمرحلة تحويلية تؤثر بشكل حقيقي في معالجة قضايا المجتمع.
ودعا شيفر إلى اهمية الانتقال من التعليم بشكله الحالي بما يحتويه من مهارات ومحتوى إلى نهج اكثر شمولي للتعليم، والابقاء على ارتباطه بالثقافة والمجتمع وعاداته وتقاليده، واعداد الطلاب لخلق سبل عيشهم وليس للوظائف.
وبحث المشاركون خلال الجلسات، تشكيل الافكار للخروج بمقترحات تدعم النهج الشمولي في التعليم، والعناصر اللازمة لتجديد التعليم، والنظرة المستقبلية للتعليم ، والتطوير التربوي في الاردن."بترا"