أرباح المحروقات لدعم الصناعة؟!

تم نشره الجمعة 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 01:12 صباحاً
أرباح المحروقات لدعم الصناعة؟!
فهد الفانك

من ضمن الأفكار الملفتة للنظر، التي طرحتها دراسة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، أن يتم تحويل المدخرات (الوفورات) الناجمة عن رفع الأسعار المحلية للبترول إلى الصناعة.

الوفورات التي تحققت عند رفع أسعار البترول المحلية بعد انخفاضها عالمياً، تعتبر ضريبة على المستهلك للمحروقات، ومثل كل الضرائب تسجل حصيلتها ضمن الإيرادات المحلية، ووجودها يخفض عجز الموازنة ويقلل الحاجة للاقتراض ونمو المديونية.

تحويل هذه الوفورات لأي غرض يعني زيادة عجز الموازنة، لأن معناه إنقاص الإيرادات المحلية، وهو الوجه المعاكس للدعم الاستهلاكي.

لو كانت النفقات الجارية مغطاة بالكامل من الإيرادات المحلية فإن وفورات البترول تظهر كفائض في الموازنة العامة، يمكن تخصيصه لأي غرض يخدم الاقتصاد الوطني، وخاصة تسديد ديون ولكن الموازنة الأردنية لم تظهر فائضاً خلال الخمسين سنة الماضية.

فروقات أسعار البترول خدمت الاقتصاد الأردني، ووفرت مدفوعات بالعملة الأجنبية، وخفـّضت كلفة الصناعة الأردنية التي اخذت تتزود بالمحروقات بأسعار تقل عما كان سائداً من قبل.

أما أن يتم فصل هذه الوفورات بطريقة أو باخرى، ووضعها في صندوق مستقل، وتخصيصها لدعم الصناعة بالذات، فأمر غير مفهوم، فلماذا لا يتم دعم الزراعة مثلاً أو الإنشاءات، أو مشاريع الإسكان إلى آخره. ولماذا تستخدم لهذا الغرض إيرادات البترول وليس إيرادات الضرائب الأخرى.

لماذا نتعب أنفسنا في تحديد المشاريع والقطاعات التي يجب أن تستفيد من الوفورات في الوقت الذي تعاني فيه الموازنة من العجز.

هناك علاقة مباشرة بين وفورات المحروقات وعجز الموازنة، وكل قرش يمكن تحويله لدعم أحد القطاعات، خارج الموازنة أو داخلها، يعني زيادة عجز الموازنة بنفس المقدار، وبالتالي فإن الاقتراح يعني دعم الصناعة من عجز الموازنة الذي يغطى بالقروض.

لا تذهبوا بعيداً، فقد اقترب رئيس الحكومة من نفس الفكرة عندما قال إن ما يتأتى للحكومة من زيادة في إيرادات ضريبة الدخل بعد تعديل القانون، سوف يخصص لتمويل الدعم، وكأن زيادة الإيرادات جاءت مفاجأة غير محسوبة بحيث تحتار الحكومة في كيفية استخدامها، وتنسى أن سد أو تخفيض عجز الموازنة له الأولوية لعلاقته بالمديونية، ولولاه لما كانت هناك حاجة لتعديل قانون ضريبة الدخل وتأمين المزيد من الإيرادات.

الراي 2017-11-17



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات