الكتل النيابية ومشروع التغيير

تم نشره الثلاثاء 23rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 06:46 صباحاً
الكتل النيابية ومشروع التغيير
جميل النمري

الشعب ينتظر مجلس نواب مختلفا، ويجب العمل بسرعة على أفكار اصلاحية متقدمة تنجو بمجلس النواب من الصورة القديمة التي نال عليها علامة متدنية في الثقة والمصداقية، وظهر بوصفه أحد كوابح الإصلاح بدل ان يكون أحد روافعه.

ولأن موضوع الكتل النيابية هو الآن على صفيح ساخن فلنبدأ به. هل يمكن ان تكون الكتل النيابية شيئا مختلفا عمّا عهدناه في المجالس السابقة؟! نعم يمكن جعلها شيئا افضل نسبيا لكن لا يمكن الرهان على الإرادة الذاتية للنواب فقط، بل يجب ادخال موضوع الكتل في صلب الإصلاح المنشود للنظام الداخلي لمجلس النواب.

النواب بأغلبيتهم الساحقة لا ينتمون الى أحزاب ونجحوا بدعم قواعد شعبية محلية. والكتلة لا تعني لهم شيئا الا بالحدود الضيقة المحتملة للحصول على دعم لمناصب نيابية، وليس للكتل اي دور حقيقي آخر الا بمقدار ما يقرر النواب ذاتيا لها ذلك، ولا يمكن ان نفترض بالنواب سلوكا مثاليا منزها عن الهوى والمصالح فهم ليسوا مدينين لغير قواعدهم الانتخابية بشيء.

من دون ان يكون هناك دور مؤسسي معترف به للكتل ومنصوص عليه في النظام الداخلي للمجلس يعطيها وفق حجومها دورا واضحا وميزات، فستبقى على ما عهدناها من هشاشة وعجز وستبقى علاقات النواب معها واهية متذبذبة وقد تستمر من باب رفع العتب أو حفظ الصداقة اذا لم يكن هناك أساس قوي يميّز عضوية الكتل والعمل الجماعي فيها عن عمل النائب منفردا.

الكتل يمكن ان تلعب دورا في تطوير آليات العمل والمشاركة داخل مجلس النواب ومأسسة العمل السياسي النيابي والمشاورات الحقيقية مع الرئيس المكلف على البرنامج والتشكيل الحكومي، ويمكن ان تصبح - في اطار خطّة تنمية سياسية - أساسا لأحزاب المستقبل البرلمانية. وهي ستكون حاليا مدرسة لتطوير القدرات والمعارف والمهارات للنواب الجدد بدل أن يكون المجلس كله ميدانا للتجريب والتدريب وهدر الوقت والجهد.

يجب ان يفرد النظام الداخلي للمجلس بابا خاصا بالكتل النيابية ونظامها ودورها، ويحدد لها نفقات ايضا وفق حجومها من أجل المستشارين والسكرتاريا، ويمكن اختصار النقاشات في الجلسات العامّة من خلال ممثلي الكتل التي تكون قد استبقت بمناقشة التشريعات داخلها، وتفاصيل أخرى عديدة لمأسسة دور الكتل إيجابيا في اطار إصلاح وتطوير ورفع كفاءة وفعالية العمل النيابي.

الآن ثمّة سباق على النواب لجذبهم لكتل قيد التشكيل، وهناك حذر وتردد خصوصا في أوساط النواب الجدد، فهم لا يعرفون على أي أساس ينضمون لهذه الكتلة او تلك ويخشون ان يكونوا مطية عددية لبعض الزعامات المتنفذة، وفي غياب بديل آخر ينتعش التفكير بتكتلات على أساس العصبية \"الجهوية\"!! وتكاد هذه الظاهرة أن تشبه ما جرى في الجامعات حيث انتعشت التكتلات الانتخابية على أساس العصبيات الجهوية والقبلية والعشائرية في ظلّ غياب أي مرجعية. ولعلّ هذه الظاهرة بذاتها سبب إضافي للتسريع في التنمية السياسية \"النيابية\". (الغد)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات