انقاذ الاصلاح .. هل تنجح المحاولة?

تم نشره الأربعاء 24 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 05:57 صباحاً
انقاذ الاصلاح .. هل تنجح المحاولة?
فهد الخيطان

تفاؤل حذر يعكس مرارة التجارب السابقة واسئلة مشروعة حول قدرة الطواقم الجديدة .

في كتاب التكليف لحكومة الرفاعي الثانية اقرار صريح بأن مسيرة الاصلاح لم تسر بالشكل المطلوب وتعثرت وتباطأت.

وفي الكتاب توجيه صارم باجراء مراجعة شاملة لازالة كل العقبات التي تعترض انجاز الاصلاحات المطلوبة.

رؤية الملك بهذا الشأن تلتقي مع موقف اوساط سياسية واجتماعية واسعة تشعر بالاحباط وخيبة الامل من تعثر عملية الاصلاح وتأمل بمقاربة جديدة تعيد الثقة لكل الطامحين برؤية بلادهم في وضع افضل مما هي عليه.

هذا الأمر يضع الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة ووسائل الاعلام امام تحد غير مسبوق لا يحتمل الفشل لاننا ببساطة فشلنا مرات كثيرة في السابق, وفقد الاردنيون الثقة بالسياسيين ووعودهم, فعلى المستوى الاقتصادي لم يتحسن مستوى معيشة المواطن ولم تتغير او تتطور آليات ممارسة الحكم, ولم يتحسن مستوى المشاركة في صناعة القرار فيما الانطباع بأن الفساد يستشري في المؤسسات وتتراجع دولة القانون لصالح الروابط البدائية. وفي المحصلة تزداد فجوة الثقة اتساعا بين الدولة والشعب. وبسبب التجربة المريرة مع محاولات الاصلاح السابقة تبدو الاغلبية اليوم حذرة في تفاؤلها حيال قدرة طواقم المرحلة الجديدة "حكومة ونواب" في تحقيق اختراق جدي على مسارات الاصلاح كافة.

والمسألة هنا لا تتعلق بالأشخاص فقط على اهمية هذا الجانب لكنها تتصل بمدى توفر الارادة او تمثلها ان وجدت في التطبيق العملي. البعض من المواطنين يتضح من خلال تعليقاتهم بأنهم يفضلون تغييرا كاملا في الحكومة اي في شخص الرئيس, استنادا لانطباعات سابقة عن رئيس الوزراء خلال فترة حكمه السابقة, لكن هؤلاء يتجاهلون ان تغييرا من هذا النوع حصل في السنوات الماضية اكثر من مرة ولم يتغير شيء, المسألة اذاً لا تتعلق ببقاء شخص الرفاعي او رحيله وانما في النهج الذي سيسلكه.

كما تتعلق بموقف مجلس النواب ودوره في المرحلة المقبلة وقدرة اعضائه على تجاوز الحسابات المناطقية والمصالح الذاتية لعله في ذلك يفاجئنا بأداء مغاير للصورة النمطية السائدة في اذهان الناس. والاعلام في المرحلة المقبلة سيكون او هكذا ينبغي ان يكون سلطة حاسمة مستقلة ونزيهة ومحايدة تمارس دورها الرقابي بجسارة واقتدار ومهنية تدعم مسار الاصلاحات من جهة وتتصدى لتجاوزات الحكومة والنواب وتفضح اي تواطؤ بينهما او اي محاولة للعودة بنا الى زمن الامتيازات والعطايا وشراء الذمم.

وينبغي على الطرفين الحكومة والبرلمان ان لا يغرقا في الأوهام ويتصوران انهما اللاعبان الوحيدان في الساحة فهناك مجتمع فيه قوى سياسية واجتماعية حية لها مواقف متباينة يتعين التواصل والاشتباك معها في حوار جدي ومثمر لتوسيع قاعدة المشاركة في صنع السياسات والتشريعات وبناء تصورات استراتيجية للمرحلة المقبلة تحظى باوسع قدر من التوافق الوطني.

الاردن لا يحتمل المزيد من التجريب والدولة انهكت من كثرة المحاولات الفاشلة ومشاريع الفهلوة والتذاكي ودفعت من حر مال ابنائها الكثير وآن لها ان تستقر على رؤية واضحة ترسم معالم الطريق لتواجه موحدة تحديات الداخل وتهديدات الخارج. (العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات