دروس أزمة اليونان وايرلندا

تم نشره السبت 27 تشرين الثّاني / نوفمبر 2010 06:49 صباحاً
دروس أزمة اليونان وايرلندا
د . فهد الفانك

فسر أحد الخبراء السبب الذي جعل أزمة ايرلندا المالية لا تهبط بسعر صرف اليورو إلا إلى مستوى 36ر1 دولار، في حين أن أزمة اليونان هبطت به إلى مستوى 20ر1 دولار.

يقول الخبير إن الفرق بين الحالتين أن علاج أزمة اليونان كان عملية إنقاذ Bail out، أما علاج أزمة ايرلندا فكان عملية إعادة هيكلة Re-structuring.

الإنقاذ يستوجب تعويم الاقتصاد المأزوم بمنحه قروضاً ضخمة تمكنه من تسديد التزاماته في مواعيدها، مما يعطيه وقتاً للإصلاح وتعديل الاختلالات التي قادته إلى الأزمة فيما إذا توفرت الإرادة، في حين أن إعادة الهيكلة تعني إعادة جدولة الديون وإعطاء المدين فترة سماح تحميه من السقوط وتعطيه الوقت الكافي لتعديل أوضاعه الشاذة.

العمليتان متشابهتان في النتيجة، فلا فرق يذكر بين اقراض المدين لتسديد ديونه المستحقة، وبين تأجيل سداد تلك الديون سوى أن عبء التأجيل يتحمله الدائنون أنفسهم مقابل فرض شروطهم، في حين أن الإنقاذ يأتي من مصدر جديد.

الأزمات لا تتفاوت في الحجم فقط بل في النوع والحيثيات أيضاً، في حالة اليونان كان المدين الأكبر هو الحكومة، وفي حالة إيرلندا كان المدين الأكبر هو البنوك الإيرلندية، التي حصلت على قروض تناهز 135 مليار يورو من البنك المركزي الإيرلندي، ومثلها من البنك المركزي الأوروبي، ووجدت نفسها عاجزة عن السداد.

مشكلة مالية هنا ومشكلة مصرفية هناك، وفي الحالتين رخاوة في السياسة المالية أو المصرفية سمحت بتدهور الأوضاع وصولاً إلى الأزمة وخطر الانهيار.

في حالة الأردن لا تنطبق حالة الأزمة المصرفية، لأن بنوكنا ليست مدينة لا للبنك المركزي الأردني، ولا للمؤسسات الإقليمية أو الدولية.

الباب الإيرلندي للأزمة مغلق في حالة الأردن. أما الباب اليوناني فهو الذي يقدم الدرس ويظهر خطورة الغرق في مديونية الخزينة مهما كانت الأسباب والمبررات.

بدلاً من أن نسعى لخفض العجز في الموازنة والتخلص منه نهائياً خلال سنوات معدودة، كما رسمت الأجندة الوطنية، فإن وزارة التخطيط تتقدم بخطة مشاريع تكلف ستة مليارات من الدنانير، منها مليار في سنة 2011 ومليارين في 2012، وثلاثة مليارات في 2013. (الراي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات