بيان صادر عن مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية حول قرار ترامب
المدينة نيوز :- لقد طالعتنا الفضائيات الليلة بوقائع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي ترامب، والذي تضمن قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. إننا في مكتب رابطة الأدب الإسلامي في الأردن، ومن منطلق تمثلنا بأهداف الرابطة، واهتمامنا بقضايا أمتنا المصيرية، وفي مقدمتها القدس الشريف، نود أن نبين لأدبائنا في الرابطة ولجماهير أدباء وشعراء بلدنا الحبيب، وأمتنا الماجدة، ما يلي:
أولا: إن القدس كانت على الدوام تمثل بوصلة هذه الأمة في صراعها مع أعدائها، بوصفها قبلة المسلمين الأولى، وموطن ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبينا محمد، المبعوث رحمة للعالمين، عليه وعلى رسل الله جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ثانياً: إن القدس منذ أن فتحها عمر الفاروق رضي الله عنه، ومنذ العهدة العمرية التي أبرمها مع ساكنيها من النصارى، وحتى بعد أن حررها صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، ظلت مهوى أفئدة المؤمنين، ورمزا للتعايش بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، بعيدا عن أحقاد صهيون، وفسادهم وإفسادهم.
ثالثاً: وإذا كانت القدس قد وقعت، بشطريها، في أسر الاحتلال الصهيوني الغاشم في عام ٤٨ ثم عام ٦٧، فإن كل الشرائع والقوانين الدولية، والقرارات التي صدرت عن الجهات الأممية والعالمية، وحتى الاتفاقات التي جرت بين الكيان المحتل وبعض الدول العربية، قد عدت القدس مدينة محتلة، ولا بد من عودتها إلى أصحابها الشرعيين.
رابعاً: وإذا كانت أمريكا التي نصبت نفسها منذ عقود راعية السلام قد تنكرت لوعودها ودورها لإقرار الأمن والسلام العادلين في فلسطين، فقامت في هذه الأيام باستغلال حالة الضعف والتفكك، التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية، ورأت أن الفرصة سانحة لتقديم هدية ثمينة للكيان المحتل، وهي الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة أبدية لهذا الكيان المسخ، فإننا في رابطة الأدب الإسلامي، نرى بأن هذه الخطوة بما تمثله من تنكر للعهود والمواثيق الدولية، والاتفاقيات المبرمة ، واستهتارا بعقيدة ملياري عربي ومسلم، إنما هي خطوة مرفوضة، وسيكون لها تداعياتها الخطيرة، على أمن واستقرار منطقتنا وشعوبنا. وإننا ندعو جماهير أمتنا ونهيب بهم وفي مقدمتهم أدباؤها وشعراؤها ومثقفوها، أن يسجلوا استنكارهم لهذا الأمر وأن يعلنوا مواقفهم الرافضة لهذه الخطوة، إبراء لذمتهم أمام الله تعالى وأمام الأجيال والتاريخ، حتى تظل فلسطين عربية إسلامية، وتبقى القدس الشريف عاصمتها الأبدية.