لماذا لا تمنع حماس قذائف الجهاد الإسلامي

المدينة نيوز - : كتب الصحفي الإسرائيلي شلومي الدار في موقع المونيتور العبري تحت عنوان "لماذا لا تمنع حماس قذائف الجهاد الإسلامي"، في الأيام الأخيرة عاود الفلسطينيون إطلاق القذائف على إسرائيل ، ليلة الحادي عشر من ديسمبر أسقطت القبة الحديدية قذيفة طويلة المدى أطلقت على عسقلان.
الجيش الإسرائيلي رد بشكل فيه نوع من ضبط النفس حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي لكي لا ينجر لمواجهة عسكرية واسعة في قطاع غزة، إلا أن الرد الإسرائيلي لم يجدي، مرّة أخرى أطلق صاروخ طويل المدى تجاه عسقلان.
وتابع الموقع العبري، إطلاق صواريخ بعيدة المدى تتطلب استعدادات معقدة لا يمكن القيام بها سراً، وبعيدا عن أعين عناصر حركة حماس، ومن المشكوك فيه ما إذا كانت الصواريخ بعيدة المدى موجودة في أيدي المنظمات السلفية الصغيرة، ومن المرجح أن تكون موجودة في حوزة الجناح العسكري لحركة حماس أو في أيدي سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، والتي غالبا ما يشار إليها في الجيش الإسرائيلي باسم "متعاقدي حماس".
وعن الجهات التي تقف خلف إطلاق القذائف من قطاع غزة، قال الموقع العبري، الاعتقاد بأن حركة الجهاد الإسلامي هي من تقف وراء عمليات الإطلاق، وأن حركة حماس لم تقم بمنعها، مع أن حركة حماس كما هو الجيش الإسرائيلي غير معنية بحرب جديدة في قطاع غزة.
وعن موقف حماس قال موقع المونيتور، صحيح أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية طالب بانتفاضة فلسطينية على خلفية إعلان ترامب بشأن القدس، ولكن هناك فرق بين انتفاضة شعبية وعمليات فردية لا تجلب رد عسكري إسرائيلي واسع، وبين مواجهة شاملة قد تهدد سلطة حركة حماس في قطاع غزة.
وعن العلاقة بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي جاء في التحليل الإسرائيلي، العلاقة بين التنظيمين شهدت حالات مد وجزر، ولكن حماس لم تحاول في يوم من الأيام نزع سلاح الجهاد ، وذلك لسببين، الأول أن الحركتين يتلقون الدعم من الحليف نفسه وهو إيران، والسبب الثاني أن التحالف بين الحركتين يخدم الأهداف العسكرية لحركة حماس، والتقديرات أن هناك تعاون مشترك بينهما في موضوع الأنفاق في غزة.
في الماضي، عندما كان قادة حماس يخشون من أن تقود الجهاد الإسلامي سياسة مستقلة وتطلق الصواريخ والقذائف بدون حساب على إسرائيل، كانت حركة حماس تقوم بعمليات اعتقال في صفوفهم على أساس أنهم يضرون بالمصلحة الوطنية الفلسطينية، كما أرادت حركة حماس من هذه الاعتقالات إرسال رسالة للإسرائيليين بأنها تعمل على منع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة من أجل منع نشوب حرب أخرى في غزة.
وختم الموقع العبري بالقول، إعلان الرئيس الأمريكي حول القدس في السادس من ديسمبر خلط الأوراق من جديد، وأدخل التنظيمات الفلسطينية في سباق لكسب الرأي العام الفلسطيني.
حركة الجهاد الإسلامي رأت في هذه التطورات فرصة لتولي زمام المبادرة في النضال الفلسطيني، في المقابل حركة حماس وجدت نفسها في مصيدة، من ناحية، هي تسعى لتجنب مواجهة واسعة مع الجيش الإسرائيلي، ومن ناحية أخرى القلق من أن تظهر في الرأي العام الفلسطيني كمن يمنع المقاومة، وتتنازل عن القدس، وظهور كهذا لا يقبل به أحد من حركة حماس، وهذا ما يفسر استمرار إطلاق القذائف على إسرائيل .
موقع المونيتور الإسرائيلي 16/12/2017