اسرائيل وتعويض الحلفاء!

تم نشره الأربعاء 01st كانون الأوّل / ديسمبر 2010 02:24 صباحاً
اسرائيل وتعويض الحلفاء!
خيري منصور

منذ فترة دار سجال وتناص حول حاجة اسرائيل الى حلفاء جدد وبالتحديد بعد الازمة التي تفاقمت مع تركيا ولم تنفرج بل اوشكت على الانفجار بعد ما قاله اردوغان مجددا في لبنان عن العدوان الاسرائيلي وعدم صمت بلاده على اية حماقة عسكرية محتملة ضد لبنان.

البعض يؤرخون للازمة بين اسرائيل وتركيا بدءا من تلك اللحظة التي احس بها اردوغان بالخديعة بعد ان عاد اولمرت من تركيا ليشعل حربا على غزة والبعض يؤرخ لها باللحظة الدراماتيكية التي انسحب بها اردوغان من دافوس احتجاجا على ما ورد في خطاب شمعون بيريز وفي الحالتين ثمة افراط في شخصنة الاحداث انسجاما مع الميل التقليدي لدينا نحو الشخصنة والعزوف شبه الغريزي عن التعامل مع الافكار المجردة والمفاهيم ومثل هذه التحليلات رغم محدوديتها وأفقيتها والشخصنة التي تنزلق اليها بسهولة لا تقيم وزنا للماضي حتى لو كان قريبا.. فتركيا يئست من قبول النادي الاوروبي لها عضوا وسمعت ما كان يقال عن خطورة اسلمة اوروبا اذا انضمت اليها تركيا ، هذا بالاضافة الى تحولات تاريخية كبرى في المنطقة منها ما اعاد النظر في الجغرافيا ذاتها خصوصا بعد احتلال العراق وسقوط القناع الامريكي الذي خدع العالم كله في تلك الحفلة التنكرية المُعولمة.

اسرائيل شعرت بالضيق مرارا من تركيا وبالتحديد من تصريحات اردوغان وجاء دم الاتراك الذي نزف في اسطول الحرية وسفينة مرمرة ليغرق ما تبقى من الأمل في احياء التحالف القديم ، وقد سعت اسرائيل قبل هذه الاحداث الى البحث عن حلفاء جدد في آسيا وأفريقيا ولم تسلم حتى امريكا اللاتينية من ذراع الاخطبوط لكن ما اتضح للعالم بعد الحرب على غزة وعلى ذلك النحو الذي افتضح اطروحات الصهيونية كلها جعل صورة الدولة العبرية قبيحة واعترف بذلك رئيس هذه الدولة شمعون بيريز وقال بالحرف الواحد لا بد من اعادة النظر في الدبلوماسية الاسرائيلية من اجل تجميل الوجه القبيح.

التوجه الى البلقان ليس الخطوة الاولى التي شرعت بها تل ابيب على هذا الصعيد لكن ما يثير الانتباه هو البوصلة الجيوبولتيكية التي اتجه سهمها هذه المرة الى البلقان وما يعنيه ذلك بالنسبة لتركيا.

وقبل ايام نشر في الصحافة العبرية ما يوحي بادانة الدبلوماسية الخاملة لانها اتاحت رفع التمثيل الدبلوماسي بين السلطة الفلسطينية واليونان الى مستوى السفراء ، وثمة شعور يتعاظم داخل اسرائيل حول الخسائر المعنوية والسياسية التي منيت بها حكومة نتنياهو ومن قبلها حكومة اولمرت بسبب العدوان الابادي على غزة وجاءت المواقف العنيفة الاشبه بمصدات للناشطين من كل ارجاء العالم والتي مارستها حكومة الثالوث الراديكالي الاعمى نتنياهو وليبرمان وباراك لتضاعف من قبح صورة اسرائيل ، لهذا ليس مجرد توقعات رغائبية القول: بان الحلفاء الجدد لن يكونوا كما تشتهي تل ابيب وان فلسفة التعويض لا تكون بهذا الأسلوب الشايلوكي .. قرائن عديدة تنبئ بمزيد من العزلة لدولة تريد ان تحشو الالفية الثالثة في القرون الوسطى. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات