مقدمة ابن خلدون أم مؤخرة روبي؟

تكتب الاديبة احلام مستغانمي مقالا تعنونه بسؤال يقول: هل مؤخرة روبي اهم من مقدمة ابن خلدون ، والجواب لدى العرب معروف.
ابن خلدون الذي الف كتابه الشهير مقدمة ابن خلدون والذي احتوى معالجات قيمة للحياة الاجتماعية في اتجاهات كثيرة ، رحل وبقي كتابه مرجعاً في علوم كثيرة حتى اليوم.
روبي هي المطربة المصرية الشهيرة التي تستخدم مؤخرتها بشكل مركز في كل اغانيها ، واشتهرت مؤخرتها قبل وجهها وصوتها.
العرب يعانون اليوم من هشاشة تاريخية واخلاقية ، كل الابحاث والدراسات تقول ان العربي اقل الامم في قراءة الكتب ، ولا يقرأ سوى نصف ساعة سنوياً ، وبعضنا لم يقرأ شيئاً سوى عقد زواجه.
تشير كل الدراسات ، ايضا ، الى ان العرب اعلى نسبة بين الامم في الدخول الى المواقع الاباحية الجنسية على الانترنت.
مع هذا فان التعليم في العالم العربي عبارة عن امية لا خلاف عليها ، فأغلب الاجيال التي تدرس في الجامعات تتخرج شبه امية ، ولا تتمكن من الكتابة بشكل كامل ، ودراستها تتم بشكل سطحي وغير عميق لا يضيف معرفة حقيقية.
الكفاءات الموهوبة قليلة او تهاجر الى نهاية المطاف ، وألمع كفاءات العرب لم تتركهم جامعات العالم لنا ، وابقت لنا خريجين لا يفيدون ولا يضرون.
موروث العرب كله تمت المبالغة فيه ، فلا موروث سوى الشعر والنثر وصهيل الخيل والكلام عن الحبيبة ، ولولا الاسلام لكان العرب على هامش التاريخ ، والاسلام ، ايضا ، كمحرك روحي تعرض الى تراجع كبير ، والتخلي عنه اعاد العرب الى صورتهم الاصلية.
سؤال احلام ليس غريباً ، لا في معناه ولا في توقيته ، وهو يقول الكثير ، اذ ان فرحة العرب بفوز برشلونة قبل ليلتين دليل كبير على الغربة والتغريب ، حتى بتنا امة ملحقة بأمم اخرى ونبحث عن فرقها لنفرح معها ، لان فرقنا مهزومة حتى في الرياضة.
اللعنة ليست في الانثى ، حتى لا يدار الكأس على هذا النحو. اللعنة فينا ذكوراَ واناثاً حين تغيب صنعة الابداع على كل المستويات ، من عود الكبريت الى صناعة القمر الصناعي ، وعندها تصبح روبي هي الاهم.
لو عاد ابن خلدون شخصيا الى هذا الزمن ، فقد يستبدل ايضاً مقدمته بمؤخرة روبي،،. (الدستور)