كيف تصبح مبدعا نصابا
لم تقتصر دورة الخراب الامريكية- اليهودية على الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي بل امتدت وتمتد كل يوم الى الحقل الابداعي الثقافي والفني, وصار بامكان من يرغب في ان يصبح قاصا او روائيا او شاعرا او فنانا .. الخ وما عليه سوى اصدار كتاب او المشاركة في معرض او فتح صفحة على (الفيس بوك) وتقديم نفسه ضمن موجة جديدة مزعومة تجد لها ما يكفي من المغفلين الذين لا يعرفون شيئا لا في الثقافة ولا في الادب ولا في الفنون... وسيكون احد المبدعين المزعومين محظوظا للغاية اذا ما وجد من يدعمه او يغطيه في صحيفة او مجلة او منبر اعلامي, بل انه في بلد عربي من اهل اليمين ثمة مطبخ عند الجهات النافدة لاختراع كتاب ومبدعين مجددين وتسويقهم كجزء من اليسار الجديد.
اما الطريق الى عالم الشهرة المذكور فيمكن ان يمر عبر الوصفات التالية:
1- حلق الرأس على الصفر (يناسب الراغبين في ان يصبحوا من اهل القصة والرواية) او اطلاق الشعر حتى الكتفين مع لحية كثيفة (يناسب الراغبين في الفن التشكيلي) 3- استخدام الغليون بدل السجائر والتدرب على الجهة اليسرى من الشفه السفلى.
4- اذا لم يهتم احد بالمجموعة القصصية او الروائية او اللوحة او القصيدة ما على الراغبين سوى شتم الذات الالهية وتسريب ذلك حتى تقوم الدنيا ولا تقعد اذا احتج احد عليهم وعندها سيكون السفير الامريكي اول المهتمين بانتهاك حق التعبير.
5- استثمار علاقة او منفعة شخصية مع كاتب او مبدع معروف لتقديم الكتاب او المعرض باعتباره عملا واعدا في طريقه الى جائزة البوكر مثلا ومن المستحسن كذلك اقتباس اقوال او جمل او نصوص لكتاب او مبدعين معروفين ووضعها في مقدمة القصص او القصائد.
6- اذا كان المبدع المزعوم (النصاب) مهندسا او طبيبا او صيدلانيا.. الخ بامكانه مقايضة تصميم منزل او طقم اسنان او علبة شامبو فاخرة بالنشر في قسم ثقافي او مجلة معروفة.
7- من الضروري للغاية عند المبدع المزعوم (النصاب) ان يقدم اعماله الرديئة كثورة تتجاوز ما بعد الحداثة وتحتها الى ما بعد الحداثة.
8- وعليه ايضا ان لا يندلق بمناسبة وغير مناسبة فحديثه من ذهب عيار 24 قيراط.
9- اذا ما اكتشف احد ان اصطياد المغفلات هو السر الاعظم وراء كل ذلك وان كل حديثه عن (حرية المرأة) يسقط مرة واحدة اذا عرفوا انه يضرب زوجته اناء الليل واطراف النهار, فما عليه الا ان يحول الموضوع ضد الامبريالية العالمية التي تستهدفه بشكل خاص وتؤلب الحساد عليه. (العرب اليوم)
