هكذا ذكر أجدادنا "شح المطر" في أشعارهم وحكاياهم

تم نشره الثلاثاء 16 كانون الثّاني / يناير 2018 09:58 صباحاً
هكذا ذكر أجدادنا "شح المطر" في أشعارهم وحكاياهم
تعبيرية

المدينة نيوز:-لا يعتبر شح الأمطار والعطش وقحط المراعي والزروع شئ جديد على أرضنا، فهي تتكرر منذ مئات السنين حتى أن إبن زيدون بدأ موشحتة الشهيرة يرجو الغيث لدياره في الأندلس: (جادك الغيث إذا ما الغيث همى.. يا زمان الوصل في الأندلس لم يكن وصـلك إلا ُحـلما في الكرى أو خلسة المختلس)، وكانت تلك البلاد تشتهر بهطول الأمطار طوال فصل الشتاء وبعض باقي فصول السنة.

ونجد عشرات الشعراء البدو لا يملّون ترداد وصف الأمطار في ديارهم والدعاء لأحبتهم البعيدين بأن يرزقهم الله بالمطر:

يا مزنه غرا أمــن الوسم مبدار

بــرقة جذبني كل حينا رفيفه

ترعى بها شقحا من الذود معطار

عقب الهزل تغدي ردوما امنيفة

ووصف الأقدمون الإبل السمينة في مراعي الربيع بعد هطول المطر، حيث يرتفع سنامها منيفة من الشحم إلى وصف الفطرالزبيدي والكمأ في مكان آخر ليغدو مثل رؤوس الأمهار وتصبح الأعشاب مثل جدائل الرجال الذين كانوا يختالون بطول شعر رؤوسهم:

المزنه الغرا بروقهــا رفاريف تمطر على الظفرة مطرها

انهشامي زبيديها روس المـهار المشاعيف

وعشبها قــرون مسيحين الآدامي

فيما مضى لم يكن أجدادنا يكتفون بصلاة الإستسقاء خلف الإمام، بل كانوا يجتمعون بعد الغروب دونما دعوة مسبقة، يستعيرون عباءات أباءهم وأمهاتهم، يتلفعون بها خليطآ من الأولاد والبنات يدورون في أزقة القرية وينشدون: يالله غيثك ياربي تروي زريعنا الغربي يالله غيثك يا دايم تروي زريعنا النايم، ويتلقون خلا ذلك بعض الحلوى ورشات الملح والطحين من ربات البيوت اللواتي يشاركن الدعاء.

وقد تتحمس إحداهن بزغرودة عالية يتردد صداها في باقي بيوت القرية ويتفرّق الجمع مع أول رذاذ من المطر يداعب الوجوه ويسهرون ليلتهم يستمعون إلى خبط الرعود هنا وهناك , بحسب موقع طقس العرب.

ولا ننسى ذكر أبيات شاعر الاردن مصطفى وهبي التل (عرار) وهو يصف احتفال وادي الشتاء وخمائله بنزول المطر قائلًا:

يـا بـنـتُ، وادي الشـتـا هـشّـتْ خمائـلـه ُ
لـعــارض ٍ هـــل َّ مـــن وسـمــي ِّ مـبــدار ِ
( وثـغـرة ُ الـزعـتـري ِّ ) افـتــر َّ مبسـمـهـا
عـــن لـــون خـــدّك ِ إذ تـغــزوه أنــظــاري
وسـهــل اربـــد َ قـــد جــاشــت غــواربــه ُ
بــكــل ِّ أخّــــاذ ِ مــــن عــشــب ٍ ونــــوّار ِ
إن ِّ الشماليخ َ في حصن ( الصّريح ِ ) لقد ْ
حالت ْ إلـى عسـلٍ، يـا بنـتُ، فاشتـاري
دعـــي المـديـنـة، لا يـخـدعْـكِ بـاطـلـهـا
فـزيـفـهـا بــيّــن ٌمــــن غــيـــر مـنــظــارِ
مـا بعـد (خبّيـزِ) واديـنـا و(خبـزتـهِ)
وبــــضِّ (عـكّـوبـنـا) مــيــر لـمـمـتـار ِ
ولـيــس ثـمــة َ مــــن فــــرق ٍ بشـرعـتـنـا
مــا بـيـن راعــي (سحاحـيـرٍ) وسـحّـارِ
خـدّاكِ، يـا بنـتُ، مــن دحـنـون ديرتـنـا
سـبـحـانـه بــــارئ الأردن ِّ مــــن بـــــاري

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات