ما هي مصالح أميركا الحيوية في سوريا؟.. تيلرسون يلمح

تم نشره الخميس 18 كانون الثّاني / يناير 2018 09:51 صباحاً
ما هي مصالح أميركا الحيوية في سوريا؟.. تيلرسون يلمح
دبابة أميركية في منبج

المدينة نيوز :- بدا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون واضحاً، الأربعاء، في التأكيد على بقاء الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا دون تحديد مدة هذا البقاء أو قوامه وشكله.

ففي حديث أعلن فيه استراتيجية بلاده في سوريا، ارتكز تيلرسون إلى "نقطة مهمة"، لم تذكرها الإدارة الأميركية سابقاً، ولم تلمح إليها لا من قريب ولا من بعيد، بحسب ما أفاد مراسل العربية في واشنطن.

ففي الوقت الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق تتحدث في البداية عن "ربيع عربي" في سوريا ولفترة طويلة، انتقلت بعدها إلى الحديث عن الإرهاب وضرورة التصدي له، لكنها لم تقارب المسألة في أي يوم وبوضوح من منظور "المصالح الحيوية".

تلرسون متحدثاً عن استراتيجية أميركا في سوريا

وعلى الرغم من أن جمع الأطراف الموجودة في سوريا على يقين أن "المصالح" وحدها تتحكم بسياسات الدول وتحركاتها، إلا أن سياسة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب بدت واضحة وصريحة في آن، بإعلان تيلرسون ولأول مرة أن بلاده ستبقي على وجود عسكري في سوريا حماية لمصالحها الحيوية.

فما هي تلك المصالح التي ألمح إليها تيلرسون؟
لعل المصلحة الأولى والأبرز التي أعلن عنها تتجسد في ضرورة مكافحة الإرهاب، والعمل على عدم "انبعاث" داعش حياً من جديد، فضلاً عن ضرورة تطويق عناصر القاعدة وفصائلها في سوريا، والمتجسدة في هيئة تحرير الشام التي تشمل مجموعة من الفصائل (من بينها جبهة فتح الشام أي النصرة سابقاً) التي تدور بشكل أو بآخر في فلك القاعدة، ذلك التنظيم الذي ذاقت منه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأمرين.

قصقصة أجنحة إيران
أما المصلحة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى فتتجسد بحسب المنطق الأميركي في لي ذراع إيران، وإيقاف ممرها البري بين العراق وسوريا، فضلاً عن العمل على عدم توسعها أكثر، وتهديد مصالح الدول الحليفة للولايات المتحدة، في المنطقة.

ففي عالم السياسة، يدرك الخصوم والحلفاء أن من يمسك بالأرض، يمسك بالنفوذ وبالتحالفات والأرباح، ويفرض "سياسته" في المنطقة المسيطر عليها. وأمام اقتراب التخلص من داعش نهائياً، أدركت الولايات المتحدة على ما يبدو أن الوقت قد حان، لرسم مناطق النفوذ!

إذاً أعلنها صراحة ترمب عبر وزيره حان وقت قصقصة أجنحة إيران في سوريا، وكبح النفوذ الإيراني وتمدده في المنطقة.

بات الأمر واضحاً، لن تترك أميركا ممراً حراً لإيران تصول وتجول فيه بين العراق وسوريا.

ولعل من النقاط المهمة أيضاً التي أضاء عليها وزير الخارجية الأميركي، بحسب مراسل العربية حديثه عن خط أحمر يتجسد في السلاح الكيمياوي، إذ قال إن الأسد تخطى كل الخطوط الحمراء عند استعماله الأسلحة الكيمياوية، في إشارة واضحة إلى أن أميركا لن تسمح بسلاح دمار شامل في سوريا أو المنطقة.

إلى ذلك، لفت تيلرسون في حديثه إلى عودة اللاجئين، الذين أضحوا عبئاً على دول الجوار، وتهديداً لاستقرارها، ومنها الأردن حليف أميركا، ولا شك أن الحفاظ على استقرار "الحلفاء" يصب ضمن مصالح أميركا الحيوية في المنطقة.

كما حرص الوزير الأميركي على طمأنة تركيا، معتبراً أنها حليف لبلاده في مواجهة الإرهاب، وأن واشنطن تتفهم هواجس ومخاوف الأتراك.

وهو عبر هذا الاعلان أراد توجيه رسالة طمأنة إلى تركيا من أن الولايات المتحدة لن تسمح بنشوء قوات تهدد أمن تركيا على الحدود السورية، وأنها ستكون الضامن المراقب لتحرك "أي قوات كردية" و"لعبها" على الأرض السورية.

إلا أن الوزير الأميركي لم يوضح شكل هذا التواجد العسكري ومدته، وكيف ستكون ردة الفعل الأميركية إذا ما استنفرت قوى دولية أخرى متواجدة على الأرض السورية كروسيا (على الرغم من استبعاد هذا الأمر)، لربما الأيام القادمة ستظهر أكثر كيف سترسو التوازنات الدولية على الأراضي السورية.!



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات