وِسْطِك وِسْط كمنجة

منذ سنوات لم يتوقف الاهتمام بالطبقة الوسطى, والمهتمون بها يرون أن المجتمع الأردني الآن يتخذ الشكل الهرمي حيث يحتل الأثرياء قمته الضيقة بسبب قلة عددهم, بينما يتركز الفقراء كثيرو العدد في قاعدة الهرم العريضة.
البديل الذي يقترحه المهتمون لشكل المجتمع هو شكل حبة الزيتون البلدي الرومي ذات الرأسين المدببين, أو شكل السمكة مقطوعة الذيل, حيث ينتفخ الوسط فيما يضيق الطرفان العلوي والسفلي.
الأمر إذن يتصل بنقاش "كَسْم" المجتمع. إن أنصار الطبقة الوسطى يرون أن كسم المجتمع الحالي غير مناسب, لكنهم لا ينتبهون إلى أن الكسم المقترح (الزيتونة) غير مناسب بدرجة أكثر, ففيه يتركز العرض في منطقة الوسط حيث تقع الكتلة الرئيسية بينما يصغر كل من الرأس والقدمين, وهذا الشكل في حالة الأجسام يعد من أقلها جمالاً, حيث يختفي الخصر منه نهائياً, والمعروف أن جمالية الكسم تبدأ من الخصر.
على ذلك, ومن اجل مجتمع "مْكَسّم", يفضل أن تتقلص الطبقة الوسطى لا أن تزيد ولكن بشرط أن لا يذهب كامل الفائض نحو الأسفل بل أن يذهب جزء منه إلى الأعلى. في هذه الحالة فقط يتحسن كسم المجتمع, ويصبح أقرب إلى زجاجة الكولا بالطريقة التي ترسمها فيها نانسي عجرم في إحدى الدعايات المتلفزة. ولكن من الضروري هنا أن نحذر من شكل الساعة الرملية رغم دقة وسطه واتساع طرفيه, لأن هذه الساعة تتعرض حكماً للقلب رأساً على عقب فيصبح أعلاها أسفلها وهو أمر غير مقبول من جانب قاطني القمة في جسم المجتمع.
هذا بصراحة يعني أن الذين اشتغلوا على تشكيل كسم المجتمع منذ حوالي عقدين نجحوا إلى حد كبير, ألا ترون معي انه مجتمع "لَبّيس" فعلاً. (العرب اليوم)