في ريف حمص الشمالي.. حصار النظام يلتهم أكباد السوريين

تم نشره الثلاثاء 23rd كانون الثّاني / يناير 2018 10:44 صباحاً
في ريف حمص الشمالي.. حصار النظام يلتهم أكباد السوريين
حصار ريف حمص الشمالي

المدينة نيوز :-  ينتشر بشكل كبير مرض التهاب الكبد الوبائي في ريف حمص الشمالي (وسط) المحاصر من جانب قوات النظام السوري، ما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص.

وتسبب تدني مستوى الخدمات بالمنطقة في ظهور وانتشار هذا المرض، مع مرور أكثر من خمس سنوات من حصار يحرم السكان من احتياجاتهم الأساسية.

وبحسب أرقام حصل عليها مراسل الأناضول من مراكز صحية بلغ عدد المصابين بالتهاب الكبد الوبائي نحو 500 حالة حتى اللحظة، وسط مخاوف من تزايد العدد، جراء استمرار الحصار.

وتحرم قوات النظام ما يزد عن 250 ألف مدني في ريف حمص الشمالي من خدمات المياه الصالحة للشرب والكهرباء والوقود، وغيرها من الخدمات.

** مياه ملوثة ونفايات متراكمة

تعتبر المياه الملوثة ومكبات النفايات المنتشرة في ريف حمص الشمالي من أبرز أسباب تفشي التهاب الكبد الوبائي.

ويعتمد السكان في الشرب على مياه آبار لم يُجر لها تحليل منذ أكثر من خمس سنوات، إلى جانب تحويل الكثير من الأراضي الفارغة التجمعات السكانية إلى مكبات نفايات متراكمة.

وقال أيمن أبو محمد، مالك بئر في قرية "السعن الأسود"، للأناضول: "البئر الذي أمتلكه هو الوحيد المغذي للقرية والقرى المحيطة بها، ويعتمد عليه الأهالي في تعبئة خزانات المياه والشرب وري المحاصيل الزراعية".

وأضاف أبو محمد: "لا نعلم إن كان البئر صالحا للشرب أم لا، فهو لم يخضع لأي فحص منذ سنوات".

** عبر العدوى

الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي، كونه ينتقل عن طريق العدوى، حيث انتشر في العديد من المدارس.

لؤي العزو، والد أحد الأطفال المصابين بالمرض، قال للأناضول: "لاحظت أن طفلي تغير لونه، ما دفعني إلى توجه به إلى المستشفى، فشخص الطبيب حالته بالإصابة بالتهاب الكبد الناجم عن العدوى والوضع الصحي العام في المنطقة".

بدوره، قال عبد الله أبو يامن، والد طفل آخر أصيب بالمرض، للأناضول: "ظهرت أعراض المرض على طلفي، وبعد إجراء التحاليل والفحوصات عرفنا أنه أصيب بهذا المرض بسبب تلوث مائي".

فيما قال محمد الأحمد: "أصبت بمرص التهاب الكبد الوبائي وقد شفيت منه، بعد تلقي العلاج في المشافي الميدانية".

وأوضح أن "الأطباء شخصوا إصابتي بسبب تلوث مائي، فأنا أعتمد على بئر القرية في تأمين مصدر الشرب، كما يوجد مكب قمامة قرب القرية، وهو سبب آخر في إصابتي كما قال الأطباء".

** انتشار كبير للمرض

وفق الطبيب محمد الحسن فإن "مرض التهاب الكبد A انتشر في ريف حمص الشمالي بشكل كبير".

وأرجع ذلك إلى "التلوث المائي وقلة النظافة في ظل ظروف الحصار المفروضة على ريف حمص الشمالي، حيث سجلت مديرية صحة حمص، التابعة للحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، عشر حالات وفيات، فيما استقبلت المشافي العديد من الحالات".

وأوضح الحسن، في حديث للأناضول، أن "معظم حالات الوفاة هي لأطفال تأخرت عائلاتهم في جلبهم للمراكز الصحية، لاعتقادهم أن حالة أبنائهم ناتجة عن مجرد وعكة صحية، وليس إصابة بالتهاب الكبد".

وأضاف أن "المشافي الميدانية اعتمدت في تشخيص المصابين على الأعراض المرافقة لكل مريض من ارتفاع حرارة وقىء ووهن عام في الجسم، إضافة إلى إجراء تحاليل، أبرزها تحليل زمن النزف وتحليل زمن التخثر (بالنسبة للدم)".

وعن العلاج قال الطبيب إن : "العلاج يكون من خلال إعطاء المريض مضادات الحرارة وفيتامينات، وفي بعض الحالات يمكن إعطاء مضادات الالتهاب الحيوية، خوفا من تطور المرض بما يؤدي إلى التهاب الرئة" .

ويعاني الريف نقصا حادا في الكوادر الطبية والمعدات والبنية التحتية والأدوية والمستلزمات الطبية، ويعيش السكان على قليل يتم تهريبه مقابل مبالغ مالية كبيرة.

** بلا خدمات

تعجز المجالس المحلية والجهات المدنية المعارضة في ريف حمص عن تقديم خدمات للسكان، في ظل الحصار، ولا سيما بشأن التصدي لهذا الوباء الكبدي، الذي يفوق إمكانياتها.

وقال سمير أبو خالد، عضو المجلس المحلي بقرية "السعن الأسود" للأناضول: "لاحظنا في الفنرة الأخيرة انتشار أمراض وبائية وأخرى جلدية في القرى، حيث تم تسجيل إصابة أكثر من 45 حالة بالتهاب الكبد الوبائي، وتوفي أربع أشخاص بالمرض".

وأضاف: أبو خالد أن "إغلاق النقطة الطبية في القرية، منذ أكثر من خمسة أشهر، أجبرنا على تحويل الإصابات إلى المشافي الميدانية المجاورة".

وتابع: "الأطباء أكدوا أن الإصابات ناجمة عن تلوث مائي وبيئي ناجم عن وجود مكب نفايات قرب التجمعات السكنية في القرية، فليس لدينا إمكانيات للتعامل مع المكب من طمر النفايات أو ترحيلها".

وختم أبو خالد بأن "االبئر الكبير الذي كانت تستمد منه القرية حاجتها من المياه هي الآن تحت سيطرة قوات النظام، منذ أكثر من خمس سنوات، ما أجبر الأهالي على تأمين مياه الشرب عن طريق أبار جوفية غير معلوم مدى صلاحيتها للشرب، حيث لم يتم تحليلها من جانب أي جهة"

المصدر :الاناضول



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات