لا تلوموا امريكا بل انفسكم

تم نشره الخميس 09 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 06:17 صباحاً
لا تلوموا امريكا بل انفسكم
طاهر العدوان

يجب ان لا نتوجه باللوم الى الولايات المتحدة, بعدما نُشر عن اقرارها بفشل جهودها لوقف الاستيطان في الاراضي المحتلة, كل اللوم يفترض ان ينصب على السياسات الفلسطينية والعربية التي اوصلت القضية الى هذه النقطة, واللوم يجب ان يلقى ايضا على المجالس النيابية والاحزاب ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي التي تعبّر فقط من خلال البيانات, عن دعمها للقضية الفلسطينية, فيما تتخلى عن واجبها في ملاحقة ومحاسبة السياسات التي هدرت اوقاتا ثمينة وهي تجري خلف سراب.

الولايات المتحدة, هي القوة الاعظم, وهي العراب المزعوم لعملية السلام, وصديقة العرب المعتدلين حتى العظم, لكنها في الجانب الآخر القوة الوحيدة التي تساند اسرائيل وحروبها واحتلالاتها, وهي العراب غير النزيه الذي يعمل على حماية امن اسرائيل وسياساتها وتطرفها وتجاوزاتها على القانون الدولي, اضافة الى حقيقة انها الشريك الاستراتيجي للكيان الصهيوني, حقيقة اهم ما فيها من محتوى, ان كل ما تقوم به في الشرق الاوسط, من سياسات واحتلالات (العراق) وبناء قواعد هو من اجل حماية شريكها الاصغر (اسرائيل).

لا يريد العرب المولعون باغنية السلام رؤية هذه الحقيقة, لا لانهم يجهلون اخطارها وتناقضها مع تمسكهم بالعراب الامريكي, انما لتمسكهم (بسياسة التجاهل) حتى لا يُلزموا باتخاذ مواقف جادة تجاه الخطر الاسرائيلي, وحتى لا يلزموا بتغيير مسارات سياساتهم على اتوستراد التعاون مع الولايات المتحدة بما يجعل لهم دورا مؤثرا في معادلة التعاون.

قد يذهب البعض في اجتراح تحليلات خيالية تصور رد الفعل الفلسطيني والعربي على الفشل الامريكي في الضغط على نتنياهو, واضاعة وقت آخر ثمين بالحديث غير الواقعي عن ما سيفعله مجلس الجامعة العربية ولجنة المتابعة, واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لمواجهة فشل سياساتهم والاقرار بعبثية المفاوضات بشروطها الراهنة.

من المؤسف ان السياسات العربية لم تعد تحتوي اي خيال ايجابي, مثل تصور ترميم المواقف لاعادة الاعتبار الى 22 دولة عربية تبدو في نظر السياسة الامريكية اقل اهمية من دويلات الجزر المنسية في جنوب الاطلسي.

في المبادرة العربية, تم وضع اعتراف 57 دولة عربية واسلامية باسرائيل في كفة ميزان مقابل انسحابها واقامة دولة فلسطينية, النتيجة ان الكفة الاسرائيلية رجحت في واشنطن, وما ترسخ هو الاحتلال والمستوطنات فيما تطايرت وعود السلام كورق مستعمل في رياح شرقية.

لماذا لا يفكر العرب بمبادرة من نوع آخر, هذه المرة باتجاه الولايات المتحدة, مضمونها مطالبة الادارة الامريكية بان تضع الدول العربية والاسلامية في الكفة المقابلة لاسرائيل في ميزان المصالح والامن ومستقبل العلاقات العربية- الامريكية, وإلاّ فان وزن المصالح العربية في العين الامريكية سيظل على حاله يساوي بضعة بنسات لا غير, وهو وضع يفسر (فشل) واشنطن في الضغط على نتنياهو.  (العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات