دم الفلسطينيين المحروق

تم نشره الخميس 09 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 06:29 صباحاً
دم الفلسطينيين المحروق
ماهر ابوطير

في المعلومات ، ان ثروات مسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية ، بلغت ارقاما كبيرة ، لا يصدقها عقل ، ولا يعرف كثيرون من اين كدسوا هذه الثروات الا اذا كانت على حساب الشعب المنكوب.

مصيبة الشعب الفلسطيني ليست في الاحتلال وحدة ، بل في اولئك الذين اختطفوا وكالته على مدى سنين طويلة ، واذ كانت حركات التحرر الفلسطيني ابدعت في العمل المقاوم في عقود خلت ، الا ان عشرين عاماً فائتة كشفت تدهور القطار عن مساره.

الثورة الفلسطينية ربما الاكثر تلقياً للدعم المالي خلال العقود الماضية ، مليارات عربية واسلامية تم دفعها ، هذا فوق التبرعات والدعم السري والعلني واقتطاعات الرواتب ، وتمويلات العمل الامني والعسكري ، وما تقدمه الايدي الوطنية ، في كل مكان.

مليارات الثورة اختفت. ما تم انفاقه على الشعب الفلسطيني يعد قليلا جداً مقارنة بما تم تسييله. فوق هذا ، جاء ثراء ما بعد اتفاقية اوسلو وهو الملف الاكثر خطورة. من المليارات والملايين والوكالات التجارية وعقود البناء والعطاءات ، الى تلقي الدفعات السرية وتلقيمها في حساب خاصة.

فلل ومزارع وشركات وابراج. شعب غزة الابية يموت من الحصار والجوع. رام الله محفرة وبالكاد يجد اهلها لقمة الخبز. بيوت القدس قيد الهدم لان الغرامات تثقل الناس ، ولان الضرائب تخنق الشعب الاسير. مقابل هذا هناك بطون تنتفخ بالمال الحرام.

مصيبة الشعب الفلسطيني مضاعفة. لانها مع الاحتلال ، ومع اولي القربى. حين تتحول "الثورة" الى "الثروة" يمكن فك سر الاتي والمقبل على الطريق. كيف لمن يتاجر بدم شعبه ان يؤتمن عليه ، وكيف لهؤلاء ان يخافوا على قدس او اقصى؟،.

دم الفلسطينيين محروق. حرقه العدو وشقيق الدم والصديق. وكأن كل الدنيا تتداعى على هؤلاء. وهي طرقه على باب الزمن لنسأل كل الذين تاجروا بدم الشعب المسكين وباعوه بالجملة والمفرق تحت شعارات مختلفة ، عن دورهم الحقيقي.

في السينما حين يكون هناك دور خطير يتم الاتيان بممثل بديل يسمى "دوبلير" يؤدي الحركات الخطرة نيابة عن الممثل الاصلي ، والسلطة الوطنية في هذه الحالة "دوبلير سياسي" يقوم بدوره نيابة عن الاحتلال فيعتقل ويعذب ويصادر مال الناس.

كارثة الشعب الفلسطيني ليست في "المال" ، اذ ان المال احد الادلة والوثائق على ان هتك قضية الشعب الفلسطيني يجري على مستويات متعددة ، ومن مصادر مختلفة.

لا تعرف كيف ينام بعض "الابوات" وهم يعرفون ان اطفال غزة جوعى ، واطفال القدس بلا مأوى ، فيما ارصدتهم السرية لا يعلم بها الا الله ، وفيما جهنم الحمراء بانتظارهم وانتظار ذراريهم.

اذا كان الاحتلال مصيبة ، فان مصيبة الشعب الفلسطيني مصيبتان ، الاحتلال ، ومن اختطفوا وكالته لازالة الاحتلال ، فثبتوه وتنعموا ببركاته،،.  (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات