عن نقل مصانع صواريخ إيران من سوريا إلى الضاحية

تم نشره الأحد 04 شباط / فبراير 2018 01:05 صباحاً
عن نقل مصانع صواريخ إيران من سوريا إلى الضاحية
د.فطين البداد

تنشط إسرائيل هذا الأوان ، وأكثر من أي وقت مضى ضد التواجد الإيراني في سورية ، ويبدو أنها نجحت في إبطاء وتيرة إقامة مصانع صواريخ إيرانية في هذا البلد الذي بات محتلا من قوى إقليمة وعظمى .

وإذا كان هناك  شبه إجماع  على أن مؤتمر سوتشي الأخير ( سوتشي بالمناسبة مدينة شركسية مسلمة تدعى  " تشاشا "  احتلها القيصر الروسي في القرن التاسع عشر بعد أن أباد نصف أهلها وشرد البقية الباقية منهم إلى الدولة العثمانية ) .. إذا كان سوتشي  فشل في هدفه فشلا ذريعا ، فإن  زيارة نتنياهو الأخيرة أرادت أن تقول للروس : بأنهم موجودون وبقوة ، وأن بإمكانهم قلب الطاولة ، وسبق زيارة نتيناهو تصريحات إسرائيلية قال مطلقوها  : " إن على الروس عدم إسقاط طائراتنا لنتجنب إسقاط طائراتهم ، وإن أمرا كهذا بحاجة إلى تأكيد ما اتفقنا  عليه سابقا ، حيث لا مزاح حيال تواجد الحرس الثوري  على الحدود  وجنوب سوريا بشكل عام ".

ولقد تواترت الأنباء التي تحدثت عن أن  نتتنياهو لم يعد من موسكو بخفي حنين ،  إلا أن ما كشفته بعض المصادر الإستخبارية الأسرائيلية ، وكشفته  مواقع عبرية  هو أن الأيرانيين تنبهوا إلى أنه ليس بإمكانهم منع إسرائيل من قصف مواقعهم ومصانعهم  في سوريا  ، ومن أجل ذلك فإنهم بدأوا بتسريب هذه المصانع إلى لبنان ،حيث لن  يكون سهلا على الأسرائيليين قصفها بالطائرات لأسباب ذات صلة  بالعلاقات الدولية ، وإن كانت إسرائيل لا تعير ذلك كثير اهتمام  ، ولكنه محرج على كل حال    ، ولعل ذلك هو ما حدا بوزارة الدفاع الإسرائيلية إلى البدء بإنتاج صواريخ عالية الدقة بمدى يصل من 150 - 300 كيلو مترا بشكل أولي ، وهي صواريخ تقول إسرائيل بأنها ستغني عن الطلعات الجوية وبإمكانها " هدم أي طابق في أي بناية ببيروت كما تفعل الطائرات تماما " وفق بعض تعليقات ضباط وخبراء .

ولا يجب أن يفهم الرفض الإسرائيلي للتواجد الأيراني على أنه صراع وجود بين الطرفين ،  بل هو صراع مصالح ونفوذ قد يفضي إلى فتح سفارات بينهما إن تم التوافق عليها ، ففي سجل الطرفين صفحات ذهبية من العلاقات المتميزة حتى في ظل وجود الخميني إبان الحرب العراقية الأيرانية ، حينما توجت العلاقة  بصفقات أسلحة وصور أقمار صناعية وخلافها ، وتجلى عمق العلاقة بينهما في احتلال العراق ، حيث سلمت الولايات المتحدة هذا البلد للأيرانيين بمباركة تل أبيب التي تعتبر أن العالم السني هو الخطر الحقيقي عليها وليس جعجعات الملالي ، ولقد رأينا كيف أن الحشد الشعبي المدعوم من إيران كان يقاتل في العراق  تحت غطاء جوي أمريكي  .  

وعطفا على ما سبق ، فإننا نشاهد ونرى سباقا محموما بين مختلف القوى الدولية  في سوريا  للوصول إلى أهداف بعينها  ، وهو أمر مؤلم ومحزن ، حيث إن كل هذه الصراعات يدور رحاها في بلاد عربية باتت محتلة  سواء من قبل الولي الفقيه الأيراني ،  أو الدب الروسي ، أو راعي البقر الأمريكي ، أو السلطان التركي ،  أما  العرب ففي مأتم دائم وعلى رأي فاضل عواد  : لا خبر لا جفية لا حامض حلو لا شربات "   .

د.فطين البداد

جي بي سي نيوز 2018-02-04



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات