المتربحون!

تم نشره الإثنين 05 شباط / فبراير 2018 01:07 صباحاً
المتربحون!
طلال الحمود

أنشأت كثير من الجهات الإعلامية التابعة للدول الكبرى، إذاعات تخاطب شعوب العالم بلغاتها، وغالبًا ما كانت هذه الإذاعات تعمل وفق سياسة دولة المقر ولخدمة أهدافها، مع مراعاة الحياد في الصراعات السياسية والحروب التي لا تشكل خطرًا على أمن هذه الدولة، وبات من غير المألوف انحياز الإذاعات التي تبث صوتها باللغة الأم ولغات عالمية أخرى إلى طرف على حساب خصمه، باستثناء الأقسام العربية في هذه الإذاعات، ولاحقًا التليفزيونات ومواقع الإنترنت، والعلة تكمن في ضعف الرقابة وعدم اهتمام الدول المتضررة في لفت نظر المسؤولين في هذه الدول، إلى العبث الذي يمارسه العرب ضد العرب من خلال القسم العربي!

في عام 1990، تحول فجأة القسم العربي في "إذاعة لندن" إلى تبرير مواقف العراق أثناء احتلال الكويت، في توجه يخالف سياسة بريطانيا التي أرسلت 40 ألف جندي للاشتباك مع قوات صدام، استمر الأمر حتى بلغ مرحلة التحريض، قبل أن يوجه الملك فهد دعوة لرئيس هيئة الإذاعة البريطانية الذي جاء إلى الرياض، وأطلعه الملك على "بلطجة" القسم العربي التي لا تستند إلا إلى رغبة جامحة في التربّح.. انتهى اللقاء واختفى بعدها نعيق "الزعران"!

ما زالت هذه الممارسات تعاد دون حياء، وهذه المرة خلال المقاطعة الخليجية لقطر، حين بدأ بعض الإعلاميين في التذاكي على الجهات الخليجية التي يعمل فيها "برغبته"، هذا البعض كان يتمتع بعلاقات وطيدة مع شخصيات وجهات في قطر، وهو غير مطالب بالمشاركة في فضحها، ولم يطلب منه أحد في السعودية والإمارات والبحرين أن يكتب في مقالاته أو صفحاته الخاصة كلمة ضد قطر؛ لأن نظرته إلى الأزمة شأن يخصه لاعتبار أنه لا ينتمي إلى المنطقة أصلاً.. وتبقى نقطة التذاكي حين يقوم بعض الإعلاميين بإصدار "فرمان" للجهات التي يشرف عليها، يقضي بعدم ذكر اسم "قطر" نهائيًّا في الصحف والبرامج، وهو التفاف يهدف إلى تحييد وسائل مهمة تعوّل عليها دول المقاطعة في مواجهة كذب إعلام الدوحة، ويسعى أيضًا إلى تأمين خط رجعة للمتربحين يضمن تدفق الهدايا!.

المتربحون يمنعون ذكر اسم قطر، لعلمهم أنه لن يذكر بخير، ولأنه يفتح الباب للحديث عن مؤامرات قطر وتسخيرها المال والفن والرياضة وكل شيء لصالح سياستها الشيطانية.. هؤلاء باتوا أمام الالتزام بعقودهم مع الجهات الإعلامية، أو الانسحاب وترك المهمة لمن ينفذها؛ لأن زمن الترهل في متابعة التزام الجهات الإعلامية أصبح شيئًا من الماضي!.

 الرياضية السعودية 2018-02-05



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات