هل يصبح الشارع رهينا للانعزاليين

تم نشره الإثنين 13 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 08:03 صباحاً
هل يصبح الشارع رهينا للانعزاليين
فهد الخيطان

حادثة القويسمة تفضح الوجوه المقنعة وتكشف عمق مأزق الدولة .

يكاد المرء ان يفقد ايمانه بالديمقراطية وحرية التعبير وهو يتصفح بعض المدونات, وصفحات "الفيس بوك" ومواقع الكترونية تعج بافكار الكراهية والعنصرية البغيضة.

ويتساءل في قرارة نفسه: كيف يتحول مثقفون وسياسيون واعلاميون الى دعاة حرب اهلية, ويتجرأ بعضهم على وصف شعب على انه مجموعة من العملاء لاسرائيل..?!

يعيشون معنا ونعيش معهم, شباب في مقتبل العمر حوّلهم التعصب الاعمى للفيصلي والوحدات الى اعداء كارهين لبعضهم. صفحات "الفيس بوك" لكلا الطرفين ترسم صورة سوداء لجيل المستقبل.

لم نكن في انتظار سياج ينهار في ملعب لنعرف الحقيقة لكنها لحظة حاسمة يتكشف فيها المشهد القاتم, حيث تنبري الاصوات الانعزالية لتشعل شرارة المواجهة, في جميع البلدان التي شهدت حروبا داخلية كان التيار العريض من الناس خارج اللعبة لكنهم اصبحوا ضحايا لجرائم يرتكبها اصحاب الرؤوس الحامية من الانعزاليين.

وفي حادثة ملعب القويسمة ثمة اصرار من هؤلاء على جر المجتمع الى مواجهة دموية. وفي سبيل ذلك ليس هناك ما يمنع من تسويق تصرف احمق على انه عمل مقصود واستهداف مبرمج يقتضي ردا ينتصر لـ "الدم المهدور".

وفي السياق تجيء الدعوة للاصلاح ليس باعتباره حاجة وطنية ملحة بل اداة للمحاصصة وانصافا لـ "الضحية" والرد بالطبع من الطينة نفسها, خطاب اقصائي يستكثر على نصف المجتمع حقوق المواطنة الطبيعية. وهكذا يصبح المجتمع بأسرة مشاعا مستباحا لعنصريين يتصارعون في الفضاء الالكتروني ويشحذون الهمم لنقل المعركة الى الارض.

يحدث ذلك منذ سنوات طوال والقوى النافذة في الدولة مثل النعامة تغطي رأسها في الرمل تراوغ احيانا واحيانا اخرى توظف الصراع والانقسام لإدامة معادلة السلطة والنفوذ كما هي, واستثمار ثقافة الخوف من الاخر لتعطيل عملية الاصلاح والاستئثار بالسلطة. والتقت مصالح النخب من الطرفين على هذه المعادلة فتشاركوا في الفساد والقمع والاستبداد.

وبالنسبة لقوى وأوساط سياسية اخرى تعثير عملية الاصلاح في الاردن صارت مهنة ممتازة تدر دخلا مجزيا وتستجلب تمويلا اجنبيا, ولا شك ان هذه الاوساط تأمل باستمرار التعثير والتعطيل حتى لا نفقد مصادر الدخل الاجنبي. فالاصلاح بالنسبة لهم تحول الى تجارة ازدهارها يستدعي وجود ضحايا من النساء الحالمات بالجنسية والرجال الطامحين للمساواة في الوظائف العسكرية والامنية والمزيد من جرائم الشرف ليصبح النضال من اجل "سيداو" مجزيا.

والدولة في كل ذلك متفرج ضعيف يمد الجزرة طوال الوقت ويخشى غضب المانحين ويستجدي الدعم الخارجي ولا يعنيه قبول الداخل ورضا الشعب, المهم ان يستمر التحالف القابض على السلطة حتى لو كان الثمن هلاك الشعب في المدرجات. (العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات