دم الاردنيين والفلسطينيين

تم نشره الثلاثاء 14 كانون الأوّل / ديسمبر 2010 08:17 صباحاً
دم الاردنيين والفلسطينيين
ماهر ابوطير

دم الاردنيين والفلسطينيين دم واحد ، وجيرتهم عمرها الاف السنين ، وليست ابنة لحظة عابرة ، وهي ليست جيرة مؤقتة ، فالجغرافيا والتاريخ ، فوق رؤوس الجميع.

لا يوجد في امة العرب ، كالاردنيين والفلسطينيين ، في حالة الشراكة التاريخية القديمة والحالية والمستقبلية ، الا اذا ظن البعض ، انه يمكن اللعب بالجغرافيا ، فيتم نقل بلد وشعبه ، الى عالم آخر ، ويتم نقل بلد وشعبه ، الى كوكب آخر.

التلاعب بعلاقة الدم ، ليس سهلا ، وكلفته خطيرة جداً ، لانها ليست علاقة عادية ، فمن اختلاط الانساب واصول العائلات ، الى ما يفرضه الدين على الناس ، من تصرفات رشيدة ، وفوق ذلك تاريخ طويل من حركة الناس بين بلدين ، على مدى تاريخ طويل.

مع ذلك مناصرة الناس لبعضها ، وهي مناصرة لا يمكن تقزيمها ولا تصغيرها تحت وطأة الاهواء ، وامراض النخب والعوام ايضاً.

مناصرة بالدم والماء ورغيف الخبز ، وبالشهداء وباليد التي تبني وبكل قلب طاهر يفهم انك غير قابل للقسمة على اثنين ، تحت وطأة عصبية او "عنعنة" النفس المريضة.

مناسبة الكلام ما نراه من ردود فعل اقليمية وضيعة هنا وهناك ، مكتوبة او منطوقة ، وكأن بعضنا يريد اخراج كل الكراهية في صدره المجبولة على اساس مريض ، وُينفسها تحت اي عنوان ، حقاً كان ام ظلماً ، وهو اسلوب لا يديره العقلاء والاتقياء بين الناس.

لو تذكر كثيرون فقط ما تريده اسرائيل ، لتوقفت قلوبهم عن النبض ، وكل ما تريده هو هدم هذه الجبهة الشعبية الممتدة من فلسطين الى الاردن ، بعد ان هدمت جبهات اخرى في العراق ولبنان ودول اخرى.

تسمع كلاماً مؤسفاً ، وتتأسف على هذه المستويات ، التي تريد اشعال فتنة كبرى تحت عنوان ان الدرك في مباراة الوحدات والفيصلي ارتكب تجاوزاً ، وقد كان بالامكان حصر كل القصة بالتجاوزات الفنية التي تجري احياناً ، وجرت في مناطق اخرى ، دون اخراج القصة من سياقها.

الرأي العام يريد ان تعالج القصة على طريقة "الهتيفة" وهي معالجات لا تنم الا عن قصر نظر ، وعن جهل ، وعن مقامرة باستقرار البلد ، ولو تذكر بعضنا حوادث كثيرة مشابهة ، خارج الملعب ، لعرف ان مثلها جرى في مناطق اخرى ، وبشكل اكثر قسوة.

اي تجاوز في هذه الحالات مرفوض ، لكنه يبقى تجاوزاً فنياً ، وليس على اساس الاصول والمنابت ، وليس على اي اساس آخر.

دم الاردنيين والفلسطينيين دم واحد.شاء من شاء وابى من ابى. القصة ليست قصة عواطف ساذجة. القصة قصة الخطر الذي فوق رأسي الاردن وفلسطين ، من عدو يرفع سيفه ، لقطع عنق المنطقة ، فيما نحن نتشاغل بتوافه الامور.

يصلون ويصومون ، ويذكرون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها فانها منتنه" لكنهم ينقلبون عند اول مشكلة ، ويعودون الى جاهليتهم الاولى ، فلا نسلم من "عبس" ولا من "ذبيان" ، ولا من شرر "داحس" او "الغبراء".

.. عدو عاقل ، خير من صديق جاهل،،. (الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات