عُلبة الوزراء!

تم نشره الجمعة 23rd شباط / فبراير 2018 12:11 صباحاً
عُلبة الوزراء!
محمد أبو رمان

المسألة أصبحت أشبه بلعبة الطواقي أو الكراسي المتحرّكة وتكرار الأسماء والخيارات من العلبة نفسها، هكذا تبدو الصورة الأوّلية للتعديل الحكومي الوشيك، على الأقل في منهجية التفكير والاختيار، وهذا الذي يعنينا في الموضوع!
 نحن نطالب المواطن بإدراك حجم التغيّر في المعادلة السياسية- الاقتصادية، برفع شعارات الاعتماد على الذات والتشغيل لا التوظيف وتحمل كلفة المديونية والعجز. لكن في الوقت نفسه نبقى ندور في إدارة الحالة الاقتصادية والمالية في المربعات السياسية نفسها. بمعنى أنّ الحكومة التي تريد تغيير ثقافة المواطن العادي وتطويرها، سواء على صعيد توقعاته من الدولة أو توقعات الدولة منه، وضبط ثقافته الاستهلاكية، هي نفسها – أي الحكومة- لا تريد أن تتغير في ثقافتها وسلوكها ورؤيتها للأمور.
 هذا المقال استكمال لمقال سابق بعنوان "المسؤول والمواطن" كنّا نقارن فيه بين المسؤولين والوزراء في الدول الأوروبية والغربية، والمثال كان عن النرويج، وبين المسؤولين والوزراء العرب، بخاصة الأردنيين. وقلنا إنّه بالرغم من أنّ المسؤولين لدينا أفضل حالاً من كثير من الدول العربية، وضربنا مثلاً على رئيس الوزراء الحالي والعديد من الوزراء الذين تلتقي بهم في مناسبات عديدة، وهم يقودون سياراتهم الخاصة، بلا سائقين أو حراسات، إلاّ أنّ المطلوب منهجية جديدة أكثر اقتراباً من المواطنين والشارع، على صعيد الاقتصاد في النفقات والاختلاط في الحياة اليومية والعمل الميداني.
 المطلوب أن يشعر المواطنون بأنّ الوزراء والمسؤولين الكبار هم مثلهم تماماً لا توجد حواجز أو فروق طبقية كبيرة، ليس في حضور مناسبات اجتماعية أو بعض المجاملات أو السلوكيات، بل في نمط الحياة نفسه، ومستوى المعيشة. 
 لذلك ونحن نتحدث عن التعديل الحكومي كنّا نتمنّى تغيير العلبة قليلاً والتفكير في أسماء أخرى ووزراء ينتمون إلى الأحياء والطبقات الشعبية أو الطبقات الوسطى، ومن جيل الشباب، من المحافظات أو الأحياء الشعبية، لم لا؟ من المبدعين والمتفوقين في مجالات مختلفة ومتعددة! ولماذا لا يكون هنالك وزراء من سكان الزرقاء أو الرصيفة أو حيّ نزال أو حتى أحياء معان والطفيلة، ممن يسكنون وسط تلك الأحياء، ويعانون الظروف المالية والاقتصادية نفسها، لماذا الإصرار على مكانة خاصة للوزير أو المسؤول الكبير، اليسوا من أبناء هذا الشعب وموظفين من أموال الناس وضرائبهم؟!
لماذا يتم تجاهل جيل الشباب بينما العالم يتجه إلى هذا الجيل، فنجد وزراء ورؤساء وزراء ومسؤولين كبارا في مختلف الدول الأوروبية والغربية من الشباب؟ هل المشكلة في الشباب الأردني أم في العيون التي فيها رمد التي لا تراهم بينما هم يبدعون ويتميزون في كثير من الدول العربية؟ المفارقة – التي أشرنا إليها في مقالات سابقة- أنّ الحكومات الأردنية في عقود سابقة – الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات- كانت تتميّز بالعنصر الشبابي، فلماذا اليوم نعكس الآية، وبينما العالم يتجه لهذا الجيل نسير بالعكس! 
 إذا كنّا نطالب بتغيير ثقافة الناس فلتتغير أولاً ثقافة الحكومات.

الغد 2018-02-23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات