الكتابة على الجدران رسائل مبطنة بزمن " السوشيال ميديا "

المدينة نيوز : - ووفقا لاستشاري الطب النفسي الدكتور زهير الدباغ فان الكتابة على الجدران لا زالت موجودة لاسباب عدة منها عدم قدرة الشخص على امتلاك وسيلة تكنولوجية للتعبير ، أو عدم قدرته على الكتابة عليها حتى لو امتلكها خوفا من تداعيات ذلك اجتماعيا أو اخلاقيا أو قانونيا، ومنها ايضا أن البعض يستسهل ارسال رسائل قوية ضمن المحيط الذي يسكنه سواء اكانت رسائل تعبر عن المراهقة او ذات صلة بالسياسة او تعبير عن الواقع المعاش، كالشكوى من الفقر والبطالة والحرمان وغيره .
ويشير الى ان ممارسة هذا النوع من التشويه عبر " السوشيال ميديا " ، بمعنى ان التعبير يكون متوازيا مع كتابة على صفحات خاصة عبر الاعلام الاجتماعي، التي لا تحمل اسما صريحا، بل ان بعض الاشخاص يختبئون خلف هويتهم المجهولة سواء كان ذلك على الجدران او عبر انشاء الصفحات الافتراضية .
ويقول من يتخذ من الجدران دفترا له ، يعاني من عدم القدرة على ضبط النفس او معاناته من ضغوط نفسية واجتماعية كما ان خياراته في الحياة ضيقة او لا خيار لديه سوى الجدران ولا خيال عنده ليوظفه في ايصال رسالته بطرق اكثر حضارية كالحوار مثلا او تقديم نفسه بطرق اكثر قبولا ، داعيا الى التدرب على ضبط النفس والانفعال وتهذيب المشاعر والحد من التوتر قدر الامكان ، حيث ان الكتابة على الجدران لا تفي اي غرض باستثناء التشويه واعطاء صورة لا حضارية عن قاطني المنطقة المستهدفة .
ويصف استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي ما يمارس بانه " تنفيس " , فان متوسط الاصدقاء المشتركين على " الفيسبوك " مثلا وفقا لدراسة اعدها خزاعي يبلغ 125 صديقا ، اي ان المنشور يشاهده هذا العدد وربما اكثر اذا ما نال المنشور مشاركة على اوسع نطاق , فيما يطمح الكاتب على الجدران الى ان يرى كل المارة ما يكتبه ، بما في ذلك الفئة المستهدفة سواء اكانوا مسؤولون او اقارب او جيران .
ويجد أن من يمارس هذه الخيارات ليس لديه معرفة ربما ب " السوشيال ميديا " وعدم قدرته على اقتناء وسائل التواصل او مواكبتها ماليا،فيجد في " لون البخاخ " ضالته ،فهو لا يٌحذف بسهولة،وتبقى رسالته ماثلة للعيان حتى تتحرك الجهات المعنية لطلاء الجدران وتسوية اوضاعها المشوهة .
ويشير الى ان حوالي 4 مليون اردني من الفاعلين والمعبرين عن ارائهم وافكارهم بكل سهولة ويسر عبر السوشيال ميديا سواء اكان ذلك عبر اسمائهم الحقيقية او اسماء وهمية، لافتا في هذا الصدد الى ان البعض يوظف الحائط ايضا لغايات اعلامية واعلانية، كاعلانات العقارات المشفوعة بارقام هواتف ، واعلانات دور العزاء و " تشييك المزارع " ! وهناك نوعان من الرسومات على الجدران : الاول يتعلق بالرسومات الجرافيتية المنظمة , والثاني الكتابة العشوائية على الجدران، وفقا لما يصنفه المدير التنفيذي للاتصال والاعلام / مدير هوية عمان في امانة عمان الكبرى المهندس ابراهيم هاشم.
ويوضح فيما يتعلق بالنوع الاول، توجد حين تطلب مجموعة من الشباب ذلك في سياق مبادرات تبغى المساهمة في جمالية المشهد ونقل رسائل ايجابية للعامة العام شريطة عرض فكرتها مسبقا على الامانة حتى يتم التأكد من موافقتها للعادات والتقاليد ولا تشوه الصورة البصرية وتحافظ كذلك على هوية المدينة . اما النوع الثاني ، وفقا لهاشم، وهو الكتابة العشوائية على الجدران التي تشوه وتسيء، فيتم متابعتها وتصويب اوضاعها بالطلاء واعادة الامور الى نصابها الصحيح متوائما مع المشهد العام وذلك من خلال كوادر الرقابة والتفتيش والزيارات الميدانية الدورية عبر مدراء المناطق ال 22 في عمان وكوادرها .
ويلفت هنا الى ان الكتابة على الجدران لا ترتبط بوجود صفة للمكان كأن يكون مكتظا او عكس ذلك ، او عند المدارس او محيطها , او حتى الساحات المهجورة ، بيد ان واجب الامانه رصد الكتابة في مختلف الامكنة ، ولا تصنفها في منطقة دون اخرى ، فقد تخلو منها بعض الحارات التي قد يتفق اصحابها على نظافتها وحمايتها بل وتجميلها بدوافع ذاتيه ، وقد توجد في بعض الحارات النائية ايضا .
ويؤكد ان المواطنين يمكنهم التواصل مع الامانة لرصد هذه الظاهرة وارسال الملاحظات عبر اذاعة هوا عمان و الموقع الالكتروني www.amman.jo " .
(بترا)